كصبي صغير ، كان حلم منير بخش في يوم من الأيام ببناء طائرة. كان ذلك في أواخر الثمانينيات قبل أن يتحول حلم الصبي إلى حقيقة.
صحيفة الفاينشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقيريا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن بخش الذي نشأ في مساعدة والده ، كميكانيكي سيارات يقود اليوم وحدة الملاحة الجوية في شركة تقنيا المملوكة للدولة ، والتي أنفقت للتو أكثر من 44 مليون دولار على معدات متطورة لتصنيع قطع غيار الطائرات وتجميع مروحيات بلاك هوك في المملكة العربية السعودية بالشراكة مع شركة لوكهيد مارتن ، المقاول الدفاعي الأمريكي.
ويمثل بخش ، الذي عمل لأكثر من عقدين في الولايات المتحدة كمهندس لشركات مثل بوينغ ، وزملاؤه جزء من فريق مهمتهم إنشاء صناعة دفاع محلية في بلد يعد أحد أكبر المشترين للأسلحة في العالم.
ويشير التقرير أن هذه الخطط هي جزء لا يتجزأ من جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمساعدة المملكة على تنويع اقتصادها بعيداً عن عائدات النفط.
وكان ولي العهد قد أكد في هذا السياق "نحن ننفق ما بين 50 و 70 مليار دولار سنوياً على الجيش..نحن ثالث أكبر مشتر للسلاح في العالم و 99 في المئة منها تأتي من خارج المملكة هذه فرصة كبيرة لخلق صناعات وفرص عمل سعودية".
و كجزء من خطتها الاقتصادية ، التي أطلق عليها اسم الرؤية السعودية 2030 ، تهدف الرياض إلى إنفاق نصف ميزانيتها العسكرية محليا بحلول ذلك العام.
و قد بدأت الرياض بالفعل في تنفيذ خططها حيث أنشأت المملكة شركة الصناعات العسكرية السعودية وعينت أندرياس شاور ، وهو الرئيس السابق للأنظمة القتالية في مؤسسة Rheinmetall AG الألمانية.
ويضيف التقري أن شركات الدفاع الكبرى العالمية تدرك أنها إذا أرادت الاستمرار في البيع لأحد كبار المنفقين العسكريين في العالم ، فسيتعين عليها إنشاء فروع لها للتصنيع في المملكة العربية السعودية.
و تعمل شركات مثل BAE Systems في المملكة المتحدة منذ عقود على توسيع أنشطة التدريب والتصنيع في المملكة حيث توظف شركة 6000 موظفا في المملكة يمثل السعوديون حوالي الثلثين منهم.
و تقوم الشركة بتجميع طائرة بلاك هوك في المملكة العربية السعودية وتقوم أيضاً ببعض الأعمال على طائرات مقاتلة تايفون.
غير أن خالد العتيبي ، نائب رئيس قسم التصنيع في شركة BAE في المملكة العربية السعودية ، أكد أن نقل العمل من أوروبا أو الولايات المتحدة إلى المملكة أمر معقد ومكلف فقد اضطرت الشركة إلى ضمان التزام المقاولين المحليين بالمعايير الدولية واحتاجت إلى تدريب العمال السعوديين ، حيث أن الخريجين الشباب يفتقرون إلى المهارات المناسبة للقيام بهذه المهمة.
من جهته أكد ريك إدواردز ، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكهيد مارتن إنترناشيونال: "لقد كانوا واضحين للغاية في أنهم يريدون النمو بسرعة..نحن ندعم أهداف رؤية 2030 بالكامل ".
و بالإضافة إلى تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل ، يعد بناء صناعة دفاع محلية أمراً حاسماً للأمن القومي حسب قول خبراء الدفاع السعوديين.
وفي سياق متصل أكد اللواء بده العجمي ، الذي يقود الأعمال الهندسية في سلاح الجو: "إذا طلبت قطع غيار من الخارج ، فقد يستغرق الأمر شهوراً ، إن لم يكن سنوات ، ليتم تسليمها في الوقت الذي تكون حاجتك إليها في غضون ساعة"مضيفا "طلبنا حوالي 6000 قطعة تم تصنيعها محليًا ، تم تسليم بعضها في أقل من يوم واحد".