يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر ، حيث من المنتظر أن تكون الحرب على الإرهاب ضمن أولويات الملفات التي سيبحثها الحانبين.
موقعforeignpolicy أورد في هذا السياق تقريرا للخبير الأمريكي جون هانا ترجمته عنه الرياض بوست أنه أكد فيه أنه و "بعد ما يقرب من عقدين من أحداث 11 سبتمبر ، كان فشل أميركا الأعظم في الحرب على الإرهاب هو عدم قدرتها على نزع الشرعية عن الأفكار المتطرفة التي تغذي جماعات مثل القاعدة والدولة الإسلامية.. لقد قتلت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من المقاتلين ، وعطلت الدخل ، وأغلقت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم لكنها عجزت عن معالجة الفكر المتطرف بشكل فعال من خلال محاربة و تشويه سمعة العقيدة المليئة بالكراهية والتي لا تزال تجتذب تيارًا ثابتًا من المجندين ."
ويضيف الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الذي عمل لمدة ثماني سنوات في طاقم نائب الرئيس الأمريكي لجورج بوش، ديك تشيني بما في ذلك مستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي أنه و كدليل على الفشل الأمريكي في محاربة القاعدة فإن هذا التنظيم في يتمتع بحضور أكبر في عدد كبير من البلدان عبر إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا في عام 2018 مقارنة بما كان عليه واقع الأمر قبل أحداث 11 سبتمبر.
ويشدد التقرير أن الفشل الأمريكي لم يكن بسبب قلة محاولات ومقاربات محاربة الارهاب بقدر ماهو غياب لإستراتيجية واضحة وعميقة لمكافحة الأفكار المتطرفة بأفكار تنفي عنها اشرعية الدينية التي يستمد منها الإرهابيون توجههم وحرائمهم.
كما يعزو جون هانا فشل الولايات المتحدة في هذه المهمة لعدم تشريك شركاء أقوياء في العالم الإسلامي الذين يمكن الاعتماد عليهم بشكل موثوق به لمحاربة التفسير المتطرف للدين واستغلاله.
وهنا يأتي وفق التقرير " دور المملكة العربية السعودية..إنها مسقط رأس الإسلام كما أنها تستضيف أقدس المساجد إلى جانب الثروة النفطية الوفيرة وهي خصائص ومميزات تعطي السعوديين تأثيرا و قوة ناعمة لا مثيل لها في العالم الإسلامي."
وأمام إنخراط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خطط تنويع الاقتصاد وتحديث المجتمع فإن الولايات المتحدة تملك شريكا قويا ومؤثرا بإمكانه توفير دعم قوي وحاسم للحرب على الارهاب حيث يشير التقرير أنه و " على مدى أشهر ، كان ولي العهد وأقرب مستشاريه يدافعون بلا هوادة على فكرة أن تحديث المملكة العربية السعودية يتطلب اعتناق "الإسلام المعتدل".
يأتي ذلك بعد أن تعهد ولي العهد بمحاربة التطرف والارهاب قائلا "لن نهدر 30 عاما من حياتنا لمكافحة الأفكار المتطرفة ، سنقوم بتدميرها الآن وعلى الفور".
ويشير هانا أن هذا التعهد " ليس بمجرد كلام بل وقائع بدأ الأمير الشاب في تطبيقها من خلال تقليص سلطات الشرطة الدينية و تمكين المرأة التي أصبح بإمكانها الآن فتح الأعمال التجارية دون موافقة ولي أمرها..كما يسمح لها بدخول الجيش لأول مرة وحضور الأحداث الرياضية والثقافية كما سينتهي هذا الصيف الحظر على قيادة النساء للسيارة".
ويختم الخبير الأمريكي بأن الولايات المتحدة الآن أمام حتمية دعم خطط محمد بن سلمان لارساء الإسلام المعتدل و"تدمير" وحش الارهاب ".