يتجه المشهد الجيوبوليتيكي في الشرق الأوسط نحو ديناميكيات وتحالفات ومحاور جديدة ، حيث تواجه المملكة العربية السعودية اليوم محور تركي - إيراني يشهد تقاربا كبيرا.
موقع Asia Time أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أنه و منذ توطيد سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان من خلال استفتاء في أبريل 2017 ، تستعد تركيا مرة أخرى لإحياء هيمنة العهد العثماني في الشرق الأوسط، لكن هذا الظهور السريع لتركيا لا يُرى من خلال عدسة الإعجاب في بيت المملكة العربية السعودية.
ويشير التقرير أن " تاريخ المواجهة بين العرب والأتراك لم يسمح أبداً بقيام تقارب مريح بين الرياض وأنقرة ، حيث أظهرت الأزمة القطرية مرة أخرى التنافس الكبير بين الرياض وقاعدة نفوذ الإخوان المسلمين السلفية في أنقرة."
كما أوضحت الحرب الكلامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا ، "تبعتها تصريحات قوية حول تركيا وإيران أدلى بها ولي العهد السعودي في مصر ، أن أمل التقارب بين أنقرة والرياض ضعيف."
ويشير التقرير أن حلم تركيا بإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية القديمة هو تحد مباشر لهيمنةالسعودية في المنطقة ، التي ثار مؤسسها على الأتراك العثمانيين لإقامة المملكة.
وفي سياق متصل يشير التقرير أن أنقرة وطهران إستغلتا تراجع التأثير السعودي على العالم الإسلامي بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، والذي تواصل حتى بعد صعود الاخوان المسلمين في أكثر من بلد على غرار مصر وتونس وليبيا، غير أن السعودية بدأت تستعيد هيمنتها ونفوذها في السنوات الأخيرة أمام تراجع أسهم جماعة الاخوان المسلمين في العالم العربي.
و يعد الملف الكردي أحد التطورات التي لديها القدرة على جلب أنقرة وطهران إلى المنصة نفسها، "حيث تعتبر الحكومتين الإيرانية والتركية الأكراد كيانًا معاديًا ، غير أن السعودية وجدت في الأكراد أداة أساسية لممارسة نفوذ بين السكان غير العرب في الشرق الأوسط، بما أن الأكراد هم في الغالب من أتباع المدرسة السنية ، الذين أصبحوا يمثلون صوت معارضة كبير ضد كل من تركيا وإيران."
وفي سياق متصل أكد التقرير أن " التعاون المتزايد في التجارة بين أنقرة وطهران ممكن وسط التعاون المتنامي بينهما في سوريا، حيث اتفقت الدولتان على استخدام عملاتهما الوطنية في التجارة الثنائية في الأيام المقبلة"، وهو ما يضع تركيا و إيران في محور ترى فيه السعودية خطرا على مصالحها ونفوذها في المنطقة، لذلك تسعى الرياض لحشد تحالفات إقليمية جديدة عبر عدد من المبادرات و المناورات العسكرية لعل آخرها درع الخليج 1.