شهدت العلاقات التركية الايرانية تقاربا ملحوظا في الفترة الاخيرة بعد سنوات من الخلافات الاقليمية خاصة حول الازمة السورية، وهو ما يثير تساؤلات حول امكانية أن يكون لهذا التقارب تأثير على التحالف السعودي التركي.
صحيفة المونيتور الامريكية اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه بان الخلافات التركية الايرانية كانت في مجملها خلافات اقليمية وليست ثنائية وهو ما يمهد الطريق اكثر لأن يكون التقارب بين البلدين أكبر وأسهل خلال الفترة القادمة خاصة بعد الزيارات المتتالية التي اداها مسؤولون ايرانيون لتركيا.
وتشير المونيتور أن المتأمل في العلاقات بين طهران وانقرة يسنتتج بأن المصدر الوحيد للصراع بين البلدين هو سوريا ، غير انه وبعد خمس سنوات على بداية الأزمة السورية تشير الأدلة إلى انخفاض في الخلافات الإيرانية-التركية خاصة بعد المصالحة التركية الروسية التي أعطت إنطباعا بأن تركيا بالفعل تسير نحو تغيير موقفها من ضرورة مغادرة الاسد للسلطة كخيار لا غنى عنه لحل الازمة السورية.
وفي هذا السياق يؤكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية للصحيفة ان تركيا لن تغيير موقفهابشأن سوريا سريعا مشيرا بأن ايران تتفهم بأن الاتراك يجب ان يحضوا بالوقت الكافي لتغيير موقفهم قائلا "نحن لسنا في عجلة من امرنا، لأننا نعلم أن هذه العملية تستغرق وقتا ".
إلى ذلك استغلت ايران هذا التكيف التركي مع الاوضاع في سوريا وبداية قبولها بالامر الواقع لتمهد الطريق اكثر لبناء تحالف مستقبلي مع أنقرة حيث أدانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو تموز، قبل ان تكثف زيارات مسؤوليها الى انقرة ففي اغسطس زار جواد ظريف تركيا وصلى مع نظيره التركي أردوغان صلاة الجمعة قبل أن يعيد التوقف هناك لبضع ساعات في طريق عودته الى طهران يوم 28 سبتمبر بعد زيارته لنيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الزيارة التي أعقبتها وزارة الخارجية الايرانية ببيان اكدت فيه اتفاق تركيا وايران على التعاون لانهاء الصراع في سوريا وتسهيل ايصال المساعدات الانسانية للسوريين .
ولا تأتي محاولة ايران التقرب اكثر من تركيا من فراغ إذ تسعى طهران لمحاولة عزل السعودية عن حلفائها حيث أكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية للمونيتور بأن هذه الزيارات المتتالية الأخيرة هي علامات محتملة تشير الى تطور جديد في العلاقات بين ايران وتركيا . وهو التطور الذي يمكن أن يغير مجرى الأحداث في المنطقة ويدفع المملكة العربية السعودية نحو العزلة الاستراتيجية، في سيناريو مشابه للتطورات في العلاقات السعودية الأمريكية".
وتشير المونيتور أن السعودية تسعى هي الاخرى لافشال ما تخطط ايران لتنفيذه وحماية تحالفاتها وهو ما يظهر من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف لتركيا والتي جاءت بعد يوم من زيارة ظريف لها و كذلك من حرص وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على زيارة عدد من البلدان الافريقية لكبح النفوذ الإيراني في القارة السمراء بعد جولة ظريف الافريقية.