الحلف السعودي التركي : اسباب التقارب وتأثيراته على المنطقة
تشير التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط الى قرب صدام عسكري قوي بين عدد من الدول الاقليمية . ولعل دخول قوتين اقليميتين كالسعودية وتركيا في رقعة الشطرنج السورية خير دليل على ذلك. وان لم تحدد ساعة الصفر لعملية عسكرية سعودية تركية في سوريا الا ان المراقبين للوضع يؤكدون بان الحلف السعودي التركي ستكون له الكلمة الفصل في رسم مستقبل المنطقة.
حيث تستعد تركيا والمملكة العربية السعودية لإطلاق عملية عسكرية برية في سوريا للقتال ضد داعش . لكن التقارب بين الرياض وأنقرة ليس عسكريا فقط بل له جوانب استراتيجية اخرى، وهو ما يؤكده باحث في معهد العلوم السياسية غرونوبل والمتخصص في الشرق الأوسط لصحيفة لوموند الفرنسية. حفز استعداد المملكة العربية السعودية ارسال قوات برية الى سوريا لقتال تنظيم داعش الساسة الاتراك حيث وجدت تركيا حليفا يقاسمها نفس الأفكار والرؤى والقوة وهو ما سهل مع هذا الاندماج بين الرياض وأنقرة لإظهار العزم على تكثيف كفاحها ضد تنظيم داعش.
لكن للدولتين أيضا أهداف أخرى. حيث يقول جان ماكرو، أستاذ في معهد العلوم السياسية غرونوبل والخبير في شؤون الشرق الأوسط، ويعتقد أن "المناورات التركية-السعودية توضح أوجه التشابه بين البلدين."
"وهذا هو الحال منذ الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا العام، وذلك قبل يومين من تنفيذ حكم الاعدام في الشيخ الشيعي نمرالنمر . وهي الزيارة التي أثارت غضب إيران.
ويذكر جان ماكرو أيضا أن وضع المملكة العربية السعودية في الصراع السوري أوضح من قبل بكثير بما أن الصراع الايراني السعودي اصبح واضحا للجميع . "في سوريا والمملكة العربية السعودية تشعر بالقلق إزاء النفوذ الإيراني، والدليل على وجود حزب الله اللبناني، الموالية الأسد ومرساة لإيران في المنطقة،" ويؤكد ر تتحلى.
ويذهب جون ماكرو الى ان احتمال القيام بعملية عسكرية سعودية تركية لا يبدو مستبعدا في الوقت الراهن . بما أن أعداء البلدين موجودين في نفس الرقعة الجغرافية ( سوريا) فالسعودية ينتابها قلق كبير من التدخل الايراني في سوريا عن طريق ذراعها العسكري حزب الله الذي يدعم روسيا وقوات الاسد في اخر مربعات النظام الاخيرة في سوريا. وكذلك تركيا التي تواصل حربها ضد المليشيات الكردية التي وجدت لها مكان تهدد به الاستقرار التركي انطلاقا من سوريا.
ويتوقع مراقبون من هذا الحلف الاستراتيجي العسكري بين قوتين اقليميتين كالسعودية وتركيا بان يكون مؤثرا على المدى القريب والبعيد في مستقبل منطقة الشرق الاوسط بالعودة الى ما تمتلكه كل دولة من قوة عسكرية ونفوذ اقليمي. كما يرجح محللون بأن تدخل السعودية وتركيا في سوريا الى جانب قوات التحالف الدولية سيقلب موازين القوى في رقعة الصراع السورية وسيجعل من نهاية نظام بشار الاسد أمرا حتميا خاصة اذا كان هذا التحالف الثنائي مدعوما من الولايات المتحدة الامريكية.
