إتسعت دائرة الخلاف بين الحليفين الاقليميين السعودية ومصر في الاسابيع الأخيرة حتى أصبح الوضع ينذر بأزمة حقيقة بين البلدين، ذلك ان عددا من المحللين يؤكدون بأن الاختلاف في وجهات النظر يتجاوز الازمة السورية ويهدد تماسك التحالف.
صحيفة africa news اوردت في هذا السياق مقالا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه بأن التباين في وجهات النظر والخلاف الثنائي حول عدد من الملفات بين الحليفين الاستراتيجيين لم يعد يخفى على أحد مشيرة ان هذا التصدع يهدد تماسك الحلف السعودي المصري.
وتضيف الصحيفة ان الخلاف بين السعودية ومصر، إتسع مؤخرا بسبب ما تصفه الرياض بالخيانة المصرية للتوافقات العربية في ما يتعلق بالازمة السورية، بعد ان قررت القاهرة دعم الموقف الروسي الذي يعارض مبادرة انسانية فرنسية تساندها السعودية في مجلس الامن. غير ان مستوى الخلاف المصري السعودي دائما وفق الصحيفة ابعد من ذلك بكثير فيما يتعلق بالازمة السورية ففي حين تصر المملكة العربية السعودية على ان رحيل الرئيس بشار الأسد، شرط لا غنى عنه رياض لانهاء الازمة السورية، ترى القاهرة، أن الحل يجب أن يعتمد على الحوار السياسي بمشاركة الرئيس السوري.
موقف مصر المؤلم كما يصفه مندوب المملكة في الامم المتحدة مثل القشة التي قد تعصف بالتحالف السعودي المصري خاصة وان عددا من المحللين يؤكدون بان إيقاف السعودية لشحنات المساعدات النفطية لمصر لشهر اكتوبر هو رد فعل على الموقف المصري من الازمة السورية.
إلى ذلك تضيف الصحيفة بأن الخلافات السعودية المصرية تشمل عدد آخر من القضايا الاقليمية على غرار الازمة اليمنية فرغم مشاركة مصر في التحالف العسكري الذي أطلقته المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين المدعومين من ايران إلا ان القاهرة وراء الكواليس تبدو غير راغبة في الانخراط بنشاط في هذا التحالف.
وتشير هذه التوترات المتنامية بين البلدين الحليفين الى ان الحلف القوي قد يتداعى خاصة بعد الخيانة المصرية للسعودية ، خاصة وان المملكة قدمت للقاهرة الدعم السياسي و المالي والطاقي في ظل صعوبات كبيرة يعيشها الاقتصاد المصري وهو ما قد يجعل مصر تدفع ضريبة قاسية نظير مواقفها الاخيرة وما قد يعجل أيضا بأزمة إقتصادية من المرجح ان تتعمق بسبب توقف منتظر للدعم السعودي للقاهرة.