2016-05-22 

مواقف تركي الفيصل تثير جدلا واسعا في الصحافة العربية

من واشنطن خالد الطارف

فتحت المناظرة التي جمعت الامير تركي الفيصل والجنرال الاسرائيلي المتقاعد يعقوب عميدور والتي استضافها ونظمها معهد واشنطن، الباب أمام إتجاهين من التحليلات في الصحافة العربية أولها يغرق في إتهام السعودية والفيصل في التطبيع مع إسرائيل وخيانة وثانيها يذهب الى الاشادة بمواقف المملكة وتركي الفيصل للصراع العربي الاسرائيلي وللوضع العام في المنطقة.

 

تباين الاراء والمواقف من مشاركة وتصريحات تركي الفيصل في هذه المناظرة في الصحافة العربية مثل موضوعا أفرده معهد واشنطن بمقال تحليلي لشخصية الفيصل الاعلامية بعد اللقاء مع  الجنرال الاسرائيلي.

 

ويؤكد معهد واشنطن في هذا السياق بأن مشاركة الفيصل في المناظرة التي نظمها المعهد وصفت بمحاولة التطبيع مع اسرائيل لاعتبار عدد من الصحف العربية أن لقاء الفيصل مع الجنرال الاسرائيلي  يتجاوز لقاء بين شخصيتين مرموقتين في البلدين. 

 

وتعتبر بعض الصحف العربية أن هذه المناظرة مهمة بحكم ثقل العدوين المتحاورين، خصوصا وأن  الأمير تركي الفيصل، سبق له شغل منصب رئاسة جهاز الاستخبارات العامة في السعودية ناهيك أن اللواء المتقاعد في "جيش الدفاع الإسرائيلي" الجنرال يعقوب عميدرور،  شغل منصب مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

وقد هاجمت هذه الصحف  الحوار ووجهت  انتقادات حادة إلى القائمين على السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية.

 

وفي مقدمة هذه المصادر الإعلامية: صحيفة "رأي اليوم" المستقلة، و"وكالة أنباء براث" العراقية، وموقع "تحالف قوى المقاومة الفلسطينية".

 

سهام الانتقادات في الصحافة العربية طالت كذلك الجنرال الإسرائيلي حيث أكدت   "وكالة القدس للأنباء" أن ما قاله يمثل عميدور خطراً جسيماً على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حين كشف عميدور عن  نية إسرائيل رفض مبادرة السلام السعودية،حين قال: "إن الوضع تغير الآن، فيما يتعلق بالمبادرة التي قدمتها السعودية عام 2002، فهل ترون الآن، "الأسد" يتفاوض مع إسرائيل؟! وهل سترون اللبنانيين يقومون أيضاً، بالتفاوض مع إسرائيل؟!". 

 

جبهة التشكيك والمعارضة قابلتها جبهة أخرى أشادت بتصريحات الامير تركي الفيصل وبثبات الموقف السعودي المناصر للقضية الفلسطينية حيث إنتصرت صحيفة الاهرام المصرية لمبادرة السلام العربية التي تقدمت بها السعودية، ورأت في المقابل أن إسرائيل كانت تهدف من ذلك اللقاء إلى بث الخوف والرعب في نفوس دول الخليج، محذرة إياهم من التهديد الإيراني، وهي تمني النفس أن يدفعهم ذلك إلى حروب سنية- شيعة تستنزفهم وتضعف قدراتهم.

 

أما صحيفة "الحياة" السعودية المستقلة،  فقد تناولت اللقاء تحت عنوان نافية اي نية للتعاون السعودي الاسرائيلي  وهو ما يتأكد من رفض تركي الفيصل لأي تعاون مع إسرائيل في ظل احتلال فلسطين "، كما  ألقت الضوء على بعض جوانب اللقاء التي تبرز اهتمام الملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية، وتظهر تمسكها  بالمبادرة العربية للسلام.

 

في حين أصدرت صحيفة "الأنباء الكويتية" تقريراً ألقت في أغلبه، الضوء على كلمة الأمير تركى الفيصل التي تعلقت بموضوع العلاقات الأمريكية السعودية، وموضوع مبادرة السلام العربية.

 

تباين المواقف من هذه المناظرة في الصحافة العربية يؤكد وفق المعهد على  تباين مصالح المتحكمين  في المؤسسات الإعلامية، وإلى نوعية علاقتهم بالسعودية واسرائيل والقضية الفلسطينية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه