تدفق النفط الايراني عام ١٩٠٨ م بكميات تجاريه كبيره ، لكنه لم يجلب السعاده والرفاه للشعب الايراني كما هو الحال في الدول المجاوره لإيران ، بل كان سببا لبدء صراعات داخليه ، وتداخلات خارجيه .
ادت الي انهاء حكم السلاله القاجارية الذي استمر اكثر من ١٣٥ عاما .
وتقسيم بلاد فارس وفق أمتيازات استكشاف النفط البريطانيه والسوفيتية. الجزء البريطاني هو ما يطلق عليه حاليا ايران والجز ء السوفيتي المكون من آذربيجان. جيلان ـ مازندران ـ جرجان ـ خراسان.
وطبيعة الحال فإن شكل واختيار الحكام الجدد خضع لإرادة الدول المهيمنه والتي اختارت بريطانيا لإيران رضا شاه الضابط القوي في الجيش ودعمته في انقلابه علي اخر حكام الدوله القاجاريه عام ١٩٢٥م .
والغريب في الامر انه منذ ذاك التاريخ والحكم في ايران تغير ٥ مرات كان النفط العامل الرئيسي فيه ،
وخروج الجماهير الغاضبه للشوارع هو الشكل الموحد لجميع تلك التغيرات .
انتهاء حكم رضا شاه عام ١٩٤١ م
من المفارقات ان النفط الذي اتى بحكم رضا شاه كان السبب باسقاطه عن الحكم ونفيه خارج ايران وتسليم الحكم لأبنه محمد رضا شاه .
فالحلفاء بريطانيا والاتحاد السوفيتي استشعروا ميل رضا شاه نحو هتلر في الحرب العالميه الثانيه ، وكانت مخاوفهم من استيلاء الالمان علي منابع النفط الايراني كافيا لاجتياح ايران عسكريا ازاحة رضا شاه وانهاء حكمه
انقلاب مصدقي عام. ١٩٥٠م
انقلب رئيس وزراء ايران محمد مصدقي علي الشاه وحاول ازاحته من الحكم بسبب النفط ايضا .
فالصراع البريطاني السوفيتي علي الاستحواذ علي النفط الايراني ادى بالاتحاد السوفيتي بدفع بحزب توده الشيوعي لمساندة مصدقي الذي رفع شعار تأميم النفط الايراني .
الا ان تمكنت المخابرات البريطانيه والامريكيه بالتأثير علي الشارع الايراني وشراء ذمم معممين قم مما ادي الي سقوط مصدقي وعودة محمد رضا شاه الحكم في عام ١٩٥٣.
محمد رضا شاه والسقوط عام ١٩٧٦
الشاه الذي بنا جيشا قويا ومخابرات استطاعت ادخال للرعب في معارضي الشاه وجد نفسه في عام ١٩٧٦ م امام مواجهة حليفه الاكبر الولايات المتحده الامريكيه التي طالبته بعدم رفع اسعار النفط لتأثيراها السلبي علي اقتصاد امريكيا وحلفاءها الاوربين الا ان اصرار الشاه في اجتماع اوبك في الدوحة عام ١٩٧٦م برفع اسعار النفط وكانت ايران وقتها الدولة الاقوى تأثيرا في منظمة اوبك بقدرة انتاج تصل الي ٦ مليون برميل يوميا غير مقنعه لبعض دول اوبك ومنها المملكة التي كان لها الدور الاكبر علي المحافظه علي توازن اسعار النفط وقتها ،
مما ادي الي فقدان الشاه الدخل المادي الذي كان بحاجة اليه لأستكمال مشاريعه الضخمة في بناء ايران علي غرار الدول الاوربيه وبدأ تدهور الاقتصاد الايراني بتشفي حليفه الامريكي الذي اغضبه عناد الشاه له
ومع ازدياد تدهور الوضع الاقتصادي عام ١٩٧٨ مع خروج المظاهرات في جنوب طهران عن السيطره وخروج الشاه عن طهران والحكم من غير رجعه .
ليبدأ بعد ذلك فصل جديد من تناقضات الحكم بإيران
١٩٧٩ حقبة ملالي قم
المشهد الذي جسدته الصورة التي جمعت رجل دين متشدد منغلق علي التعايش مع الاخرين ينزل في مطار طهران من طائره فرنسيه هبطت تحت حماية امريكيه تجسدت بالتحذيرات شديدة اللهجه علي لسان اعلي سلطة امريكيه الرئيس كارتر بعدم التعرض لتلك الطائره
مثلت تلك الصوره التناقض الكبير الذي سوف يدفع ثمنه الشعب الايراني اولا بخسارة مليون قتيل واسير في حروب عبثيه مع الجيران و ٥ ملاين مهاجر وهاربا من جحيم هذا النظام .
ثم دفع ثمنه شعوب المنطقة التي ما دخل في اراضيها هذا الحكم الا وهدت مناراتها ومبانيها وتوسعت في بناء قبورها وتخلفها وغرقت في دماء الفتنه والجهل .
٢٠١٨ يكمل هذا الحكم ٣٩ عاما وهو نفس فترة حكم الشاه فهل سيعيد التاريخ كتابة نفسه بعد بدء المظاهرات الشعبيه عام ٢٠٠٩ م واستمرارها
بقوه هذا العام .
بأنتظار العقوبات الاقتصاديه بعد شهر حتي نرى بداية انهيار هذه الحقبه السوداء من حكام الملالي .