الصندوق الأسود للطائرة الألمانية يكشف غموضها

تراوحت الشكوك بشأن سقوط الطائرة الألمانية المنكوبة، إذ أنّ الطقس كان طبيعيًا للطيران يوم الحادثة، وفضلًا عن الطيار لم يبلغ الطيار عن عطل في "الإيرباصA320 " ، بل بقي صامتاً حتى حين كانت الطائرة تهوي بمن عليها إلى مثواها الأخير وما يؤكد الشكوك ما ذكره الدعي العام روبين أّن الطائرة بدأت في الهبوط "فجأة" من دون أي سابق إنذار، وأنّ المراقبة الجوية حاولت إقامة صلة مع الطائرة دون جدوى. وتؤكد تقارير ألمانية أنّ الطائرة راحت تسقط طوال 8 دقائق إلى منحدرات صعبة بالجانب الفرنسي من جبال الألب، وكأن المنطقة الشائكة تم اختيارها "عمداً" لتسقط فيها، وأثناءها لم يوجه قائدها أيضاً أي نداء استغاثة. وكشفت احتمالات المحققين تعرض مساعد الطيار لحالة طبية طارئة أو رغبته في الانتحار، واستبعد المحققين تعرض الطائرة لحادث إرهابي. واتهمت التحقيقات الأولية في أسباب تحطم طائرة جيرمان وينغز فوق جبال الألب الفرنسية، مساعد الطيارأندرياس لوبيتز (28 عاما) ألماني الجنسية بتعمد إسقاط الطائرة، مستبعدا في الوقت ذاته وقوع اعتداء إرهابي. وأكد برايس روبين المدعي العام في مدينة مارسيليا الفرنسية،أنّ مساعد الطيار كان وحيدا في مقصورة القيادة حين هوت الطائرة، وإنه جعلها تهوي عمدا بينما كان قائد الطائرة محجوزا خارج المقصورة. وقال روبين إن التسجيلات الصوتية التي عثر عليها من جهاز التسجيل في الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، أفادت أن المقصورة من الداخل كانت صامتة تماما أثناء الهبوط، بينما سمع طرق الطيار في الخارج للباب بخفة ولم يكن هناك ردا، ومن ثم ضرب الباب بقوة من غير الحصول على أي رد. وأفادت مصادر التحقيق أن الطيار قام بمحاولات مستميتة للعودة إلى مقصورة القيادة، دون جدوى. وقال روبين "سمعنا صوت الطيار يطلب من مساعده استلام القيادة للذهاب إلى دورة المياه، ثم سمع صوت المقعد ينزلق إلى الخلف، والباب يغلق. وحين كان مساعد الطيار وحيدا في المقصورة، قام بضغط الأزرار الكفيلة بجعل الطائرة تهبط، وهذه عمليا لا يمكن أن تحدث إلا بشكل متعمد". وأضاف المدعي العام "الاحتمال الأرجح لتفسير ما حصل هو أن مساعد الطيار حال دون عودة قائد الطائرة إلى مقصورة القيادة عمدا، وأنه تسبب متعمدا في هبوط الطيارة المفاجئ، ولا نعرف دوافعه وراء ذلك، ولم يعرف عن وجود صلات لمساعد الطيار مع جهات إرهابية". ويذكر أنّ الطائرة المتجهة من مدينة برشلونة في إسبانيا إلى مدينة ديسلدورف في ألمانيا اصطدمت بجبل الثلاثاء بعد هبوط فجائي على مدى ثماني دقائق. وقامت شركة لوفتهانزا التي تملك الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة بترتيب سفر الضحايا من برشلونة وديسلدورف إلى مدينة مرسيليا الفرنسية الخميس، حيث سيتابعون سفرهم عن طريق البر. بين تقرير لـ بي.بي.سي أنّ الشركة تتمتع بسمعة جيدة في مجال السلامة، "إذ لم تسجل أي حوادث على مر تاريخها" وأسطولها البالغ عمره 9 سنوات، مكون كله من طراز "ايرباص A320" إلا أن رحلة U49525 أمس الثلاثاء كانت كارثتها الأولى. وقال مدير شركة جيرمان وينجز، توماس وينكيلمان، إن 72 من الضحايا هم مواطنون ألمان، بيبنهم 16 طالبا كانوا عائدين من رحلة مدرسية، بينما قالت الحكومة الإسبانية أن 51 من الضحايا هم مواطنون إسبان. وكان بين الضحايا أيضا مواطنون من أستراليا والأرجنتين وبريطانيا والمغرب والمكسيك وإيران وفنزويلا والولايات المتحدة وهولندا وكولومبيا واليابان والدنمارك وإسرائيل.