تعد رؤية السعودية 2030 التي يشرف على تنفيذها الأمير محمد بن سلمان امتدادا لرؤية مؤسس المملكة الملك عبد العزيز الذي عرفت السعودية معه الإزدهار والتقدم.
موقع Eurasia أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه المستشار و الخبير الطاقي فيصل مرزا أن رؤية مؤسس المملكة العربية السعودية ، الملك عبد العزيز ، جعلت منذ عقود المملكة أكبر مصدر للنفط و من بين أقوى اقتصادات مجموعة العشرين. أما الآن، فإن حفيد مؤسس المملكة هو من يشرف على رؤية السعودية 2030.
ويضيف مرزا "في الوقت الذي تحتفل فيه المملكة العربية السعودية باليوم الوطني ، فإن الوقت مناسب لتذكر ما عزز الاقتصاد السعودي لعقود. فقد شهد شهر مارس 2018 الذكرى السنوية الثمانين لاكتشاف النفط لأول مرة بكميات كبيرة في المملكة العربية السعودية. حدث هذا الاكتشاف في مارس عام 1938 في الموقع المعروف باسم بئر الدمام رقم 7 ، "بئر الرخاء"."
و بدأ التنقيب عن النفط من قبل شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا تحت فرعها المملوك بالكامل لشركة كاليفورنيا-أرابيان ستاندرد أويل (CASOC) في المملكة في سبتمبر 1933 بعد صدور المرسوم الملكي رقم 1135 "بمنح امتياز لاستغلال البترول.
و بعد خمس سنوات من العمل الشاق ، وجد الجيولوجيون والحفارون النفط بكميات كبيرة بالقرب من الظهران، قبل أن يحول الملك عبد العزيز في مايو 1939، خط الأنابيب الذي تم استكماله حديثا والذي يبلغ 69 كيلومترًا من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة .
ويتابع الخبير النفطي الذي عمل سابقا في شركة أرامكو " قبل اكتشاف النفط ، اعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية في الغالب على الدخل الذي كسبته من استضافة الحج. وبمجرد أن وحد الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية ، كانت هناك فرصة للبدء في تطوير موارد أخرى. و في عام 1922 ، بدأ الملك عبد العزيز يهتم بالبحث عن النفط بعد لقاء فرانك هولمز ، مهندس التعدين النيوزيلندي."
و في البداية ، كان البحث عن النفط في المملكة العربية السعودية يعتبر خطراً، حيث لم يكن هناك المستثمرون مستعدين، قبل أن يزيد حماس السعودية والمستثمرين في البحث عن النفط على أرض المملكة في عام 1932، عند إكتشاف النفط في البحرين .
ورغم فشل هولمز في العثور على النفط ، لم يصب اليأس الملك عبد العزيز الذي بدأ مشاورات ومفاوضات مع مستثمرين ومستكشفين آخرين ، بما في ذلك رجل الأعمال الأمريكي تشارلز كرين ومهندس التعدين الأمريكي كارل تويتشيل.
و بعد صبر ومثابرة اكتشف المستكشف الأمريكي ستنايك والجيولوجيون في فريقه حقول النفط في الدمام وأبو حدرية و بقيق والغوار - أكبر حقل نفطي في العالم.
وفي هذا السياق يؤكد مرزا "عاش الملك عبد العزيز لرؤية اكتشاف كل هذه الحقول وعرف أن ازدهار المملكة العربية السعودية كان مضموناً.وبصفته مؤسس هذه الأمة العظيمة ، كان لدى الملك عبد العزيز رؤية النظر إلى الأمام في سبيل رفاهية المملكة العربية السعودية، حيث لم يستسلم في السنوات الأولى للبحث عن النفط قبل أن تحصد الأمة ثمار نجاحه الكبير."
وختم الخبير النفطي قائلا "لقد اعتمدنا على دخل النفط لمدة 80 عامًأ أما الآن فقد حان الوقت للتغيير. الرؤية السعودية 2030 هي محاولة لاستخدام الثروة المكتسبة من اقتصادنا القائم على النفط لتنويع مصادر الدخل لدينا ، وتحريك المملكة إلى الأمام نحو مستقبل من الرخاء المستدام."