تشهد العلاقات الروسية الإيرانية تحولات كبرى حيث أصبح الحليفين العسكريين متنافسين على المستوى الإقتصادي.
صحيفة وول ستريت جورنال أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن التحالف العسكري بين روسيا وإيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد لم يمنع أن يتحول البلدان إلى متنافسين على المستوى الاقتصادي.
و يضيف التقرير أن هذه التحولات تزيد الضغوط على طهران في الوقت الذي شددت فيه واشنطن العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
و يظهر صعود روسيا الإقتصادي والعسكري أيضاً الدور الكبير الذي تلعبه موسكو في الشرق الأوسط من خلال دبلوماسية النفط والروابط الاقتصادية الاستراتيجية وفق التقرير.
و تؤكد الصحيفة أن موسكو زادت من صفقات الأسلحة والروابط التجارية مع أبرز المنافسين الإقليميين لإيران ، وهي المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تتصارع فيه إيران بشأن حقوقها في الموارد الطبيعية في بحر قزوين.
و " في سوريا ، تتفوق روسيا على إيران في إمكانية الحصول على فرص مربحة لإعادة بناء الدولة الممزقة ، حتى مع استمرار تعاونهما في ميدان المعركة."
و في الجانب الاقتصادي ارتفع إنتاج النفط الروسي في الأشهر الأخيرة بسبب انخفاض صادرات إيران ، ما أثار انتقادات من مسؤولين إيرانيين للحكومة الروسية حيث أكدوا أن موسكو تستغل موقف طهران الضعيف.
وفي هذا السياق يؤكد مارك كاتز ، الأستاذ في جامعة جورج ميسون وخبير في العلاقات الروسية في الشرق الأوسط: "إن إيران في وضع لا تحسد عليه..في الوقت الذي تستفيد فيه موسكو من الوضع".
و تزايدت مشاكل إيران في مايو عندما سحب الرئيس ترامب الولايات المتحدة من صفقة تهدف إلى كبح برنامج إيران النووي مقابل منافع اقتصادية ليعلن فيما بعد عن عقوبات اقتصادية جديدة ضد طهران.
عقوبات تشير الصحيفة الأمريكية بأنها مثلت صدمة للاقتصاد الإيراني الهش .
وقد شلّت هذه الاستراتيجية صادرات النفط ، ما دفع العملة إلى الهبوط والتضخم والبطالة إلى الارتفاع.
و قد دفعت الخسائر الاقتصادية البرلمان الايراني إلى إجبار الرئيس حسن روحاني على عزل أعضاء الحكومة في الوقت الذي من من المقرر أن تبدأ فيه جولة ثانية من العقوبات الأمريكية على طهران يوم 4 نوفمبر.
ويتابع التقرير أن أسرع جبهة ناشئة في التنافس الإيراني الروسي هي النفط، حيث سحب وزير النفط الإيراني بيجان زنقانة خططا لحضور اجتماع الأحد لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الجزائر.
كما إتهمت إيران المملكة العربية السعودية وروسيا بالتعاون من أجل زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار وإلحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني.
يشار إلى أنه و منذ خروج الولايات المتحدة من الصفقة النووية ، انهارت الصادرات الإيرانية من النفط، حيث يتوقع المسؤولون في شركة النفط الوطنية الإيرانية التي تديرها الدولة أن تنخفض شحنات النفط الخام إلى حوالي 1.5 مليون برميل في اليوم هذا الشهر ، بانخفاض بمقدار الثلث عن شهر يونيو .