وصف محلل يمني الحرب الدائرة في اليمن منذ مساء الأربعاء بالحرب بالوكالة، وتدور بين كلا من إيران والسعودية والولايات المتحدة التي تبحث عن موطئ قدم لها بالبلد التي تطل مضيق باب المندب ذو الأهمية الاستراتيجية البالغة. ويرى الباحث السياسي اليمني وليد السقاف في حوار مع شبكة دويتش فيله أنه لفهم الصراع يجب الرجوع إلى البداية لتبيان كيف تطورت الأمور. إذ أنه في السنوات السابقة قام النظام اليمني السابق بقيادة صالح بإعلان الحرب على الحوثيين مرات عديدة، وقتئذٍ اعتبر النظام السابق الحوثيين قوات خارجة عن النظام، هدفهم العودة بالبلاد إلى الوراء لإيمانهم بطبيعة النظام الملكي بالحكم. دون أن يكون لهم أية تطلعات ديمقراطية حقيقية. ويضيف السقاف أن المثير للاهتمام، أن نظام صالح في ذلك الوقت، استفاد من هذه الحروب من أجل الحصول على دعم وإمدادات من السعودية ودول الخليج، كما حصل على أموال، من أجل تعزيز قواته. وبدا للجميع وقتها أن الحوثيين قد انتهوا عسكريا، إلا أن القوات الحكومية كانت تتراجع، معطية الوقت للحوثيين لاستعادة قواهم. من هذه الحروب التي خاضها النظام اليمني السابق، نما جيش صالح فيما حصل الحوثيون على الخبرة العسكرية. وعندما قام صالح بالتنازل عن منصبه طبقا للاتفاق الخليجي عام 2011. أقام علاقات وثيقة مع أعدائه القدامى"الحوثيين". واستغل صالح تنامي قوتهم للقيام بهجمات مشتركة ضد قوات الرئيس الجديد المنتخب. أما عن الرئيس عبد ربه منصور هادي يقول الباحث اليمني إن الولايات المتحدة الأمريكية ركزت في علاقاتها مع اليمن على موضوع الأمن. ولقد دعمت كل من في السلطة ويدعم مصالحها في قصف طائراتها من دون طيار لعناصر القاعدة، ويسمح بانتشار وحدات استطلاع على الأراضي اليمنية، التي نشطت في جمع معلومات عن إرهابيين محتملين، أي أنهم كانوا يدعمون كل من في السلطة بغض النظر عن طبيعته. ولو أن الحوثيين أخضعوا كافة المناطق في اليمن، وأظهروا رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة، فلن أستبعد أن تدعمهم الولايات المتحدة، ألا أنهم أظهروا منذ البداية العداء للأمريكيين وكان من ضمن شعاراتهم "الموت لأمريكا"، لذلك سقط احتمال هذا التعاون بالطبع. نظرا للظروف الجيوسياسية، فإن سوريا ولبنان والعراق ضمن تحالف ِقوَى وحكومات تحت سيطرة طهران بشكل أو بآخر . إلا أن الوضع في اليمن كان يختلف،حتى تحالف الحوثيون مع صالح للوصول إلى السلطة. وقتها أصبح الوضع مناسب لإيران لبسط نفوذهم في جنوب الجزيرة العربية، بحيث يصبح بيد إيران ورقة ضغط تستخدمها في حالة حدوث أي نزاع مستقبلي وهي التحكم بمضيق باب المندب لوقف تصدير النفط من هناك متى أرادت. ويرى السقاف في المواجهة الدائرة ظاهرة التنامي بين دول الخليج وإيران تغذي المخاوف من إيجاد حرب بالوكالة على أراضي اليمن، فهناك الدعم الإيراني الواصل إلى البلاد بالبواخر والطائرات، إلا أن الجديد هنا هي الضربات الجوية المباشرة، التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية. إلا أنني لا أعتقد أن تدخل إيران في مواجهة مباشرة في اليمن وذلك لتورطها في عدة جبهات أخرى. اليمن بعيدة نسبيا عن إيران فإذا خسرت إيران اليمن فإنها لن تخسر الكثير. أما لو ربحت إيران اليمن فهي قد ربحت الكثير.