تمثل السعودية قوة إقليمية وعالمية يحسب لها ألف حساب، وهو ما دفع دولا أخطأت في تقدير حجم المملكة تراجع حساباتها حتى وإن تعلق الأمر بالولايات المتحدة، وتصريحات ترامب حول وفاة خاشقجي خير الأدلة التي تدعم هذه الخلاصة المبدأ الدبلوماسي.
قناة بي بي سي أوردت في هذا السياق تقريرا حددت فيه 5 عوامل تجعل السعودية مهمة جدا للغرب.
أول العوامل هي احتياطات النفط وأسعاره حيث تملك السعودية نحو 18 في المئة من الاحتياطي النفطي العالمي، وهي أكبر مصدر للنفط، بحسب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
عامل يمنح الرياض قوة كبيرة وتأثيرا على الساحة العالمية، فعلى سبيل المثال لو فرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات، يمكن أن ترد السعودية بتقليص إنتاجها النفطي، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
الانفاق العسكري الضخم يعد ثاني الأسلحة الذي يجعل الرياض عاصمة مهمة خاصة للدول التي تملك أكبر الشركات الدفاعية، حيث تعد الميزانية العسكرية السعودية ثالث أكبر ميزانية دفاعية في العالم عام 2017 ، بحسب معهد بحوث ستوكهولم للسلام.
وقد وقعت الرياض اتفاقا لشراء أسلحة من الولايات المتحدة قيمته 110 مليارات دولار، مع احتمال ارتفاع القيمة إلى 350 مليار دولار خلال عشر سنوات. ووصف البيت الأبيض الاتفاق بأنه أكبر اتفاق منفرد في تاريخ الولايات المتحدة.
ومن بين الدول الأخرى التي تمد السعودية بالسلاح بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ثالث العوامل الحرب على الإرهاب والأمن العالمي، حيث تؤكد الدول الغربية أن السعودية تلعب دورا حيويا في حفظ الأمن في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف والإرهاب.
من جانبها دافعت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن الإبقاء على علاقة وثيقة مع السعودية رغم اتهام قواتها بارتكاب جرائم حرب في اليمن، مشيرة إلى أن الرياض "تساعد في أن يظل الناس في الشوارع البريطانية آمنين".
وتشارك السعودية في التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وشكلت الرياض في العام الماضي تحالفا إسلاميا لمكافحة الإرهاب ضم 40 دولة إسلامية.
الى ذلك تمثل تحالفات إقليمية عاملا قويا يجعل السعودية مهمة للعالم، حيث تتعاون المملكة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الإيراني، كما تقود تحالف يضم عشرات الدول العربية والإسلامية.
أخيرا تمثل التجارة والاستثمار، عاملا رئيسيا يجعل أي بلد وخاصة الولايات المتحدة تفكر مليا قبل التسبب في غضب الرياض، حيث بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات الأمريكية مع السعودية 46 مليار دولار في عام 2017 بفائض لصالح الولايات المتحدة قدره 5 مليارات دولار.
وتقدر وزارة التجارة الأمريكية أن التجارة الثنائية مع السعودية وفرت نحو 165 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة خلال عام 2015.