التهليل على الأساس الديني أو التمجيد القومي لدى بعض من العرب والمسلمين بشكل عاطفي منذهل في أعقاب الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي2018 بمجلسيه التشريعيين مجلس النواب ومجلس الشيوخ وذلك بمناسبة فوز المرشحتين في مجلس النواب الأمريكية الفلسطينية الأصل "رشيدة طليب" لمجلس النواب عن ولاية ميتشغان والنائب من أصول صومالية عن ولاية مينيسوتا "إلهان عمر" يبين لنا مدى مستوى ردة فعل في العقلية الفردية أو الجمعية في المجتمعات الشرق الأوسطية أو العربية حيال من يتقاسمون معهم الأيدلوجيا أو العرقية بعاطفة تواقه قد تكون للمحاكاة أو الانبهار أو حتى الاعجاب بهذا الفرد كنموذج أو بالمجتمع الآخر وأقصد هنا الأمريكي عموماً والسياسي منه خصوصاً بوصفه "بوتقة انصهار" كما يسميه البعض.
هذه الحالة تعيدنا لحالة مماثلة وهي فوز الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك حسين أوباما" في الانتخابات الأمريكية لعام 2009 والتي مثلت انتصار لدى البعض من العرقيتين الأفريقية والآسيوية في بعض من الدول والتي ينتمي لها أوباما من ناحية الأصول .
ما أردت الوصول له أن هذا "التفاعل" يعطي انطباعاً عن الاستجابة التي لدى هؤلاء تجاه الأحداث الخارجية على كافة الأصعدة واخترت هنا طبعاً السياسية لأنها الأهم في التعاطي مع كل ما هو سياسي خارج "الوطن" والذي يعد الانتماء الأول والأهم للاستقرار الفردي والاستمرار الاجتماعي للكل وهو الأولى في رأيي بالاحتفال والدعم من كل مواطن يقيم على جنباته ويساهم بشكل أو بآخر في بنائه والدفاع عنه ؛ فالوطنية يجب أن تكون الأساس والمنطلق لفهم الأحداث والتعامل مع شؤون الدول الأخرى الأجنبية وتكريس العمل والجهد لصالح الوطن ومن يعيش عليه ؛ وكما لا يمكن بالطبع رفض أحقية المجد الشخصي لهاتين النائبتين كمرشحتين وصلتا للمجلس التشريعي لأقوى دول العالم.
والأهم أن هذا الفوز أو الوصول لابد من الإقرار به منطقياً في نطاقه الأمريكي فقط دون محاولة جره إلى المنطقة العربية أو الهوية الإسلامية بمعنى أن هاتين المرشحتين لا ولن تلفتا إلى القضايا الهامة في العالمين العربي أو الإسلامي بشيء من التعاطف أو الاهتمام بل إنهما ستعملان جاهدتان على التصويت في مجلس النواب على صون المصالح الأمريكية وحماية الأمن القومي للولايات المتحدة وبالتالي قد تصوتان في أي تشريع قادم ضد مصالح أو سياسات بعض الدول كان بها من احتفل ب "رشيدة" و"إلهان" وهذا بلاشك حق مشروع وطبيعي لهما كنائبتين أمريكيتين عن ولايتين أمريكيتين في الكونجرس الأمريكي فقط.
*كاتب ومحلل في الشؤون السياسية