نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالا لإبنتي الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تحدثتا فيه عن ذكرياتهما مع والدهما والوعد الذي قطعتاه بعد وفاته.
رزان ونهى خاشقجي أكدتا في التقرير الذي ترجمته عنها الرياض بوست بأن الأحاسيس والمشاعر تختلط عند الحديث عن والدهما فهو رجل معقد، لكنه كان مصدر فخر للعائلة بأعماله خاصة عندما ينظر إليه بعض الأشخاص على أنه شخصية رائعة وعظيمة، غير أن الشعور الغالب أنه كان أبا محبا و ذو قلب كبير.
وتحدثت ابنتا خاشقجي عن الأوقات الرائعة التي كانتا تقضيانها مع والدهما، وتعلقه الشديد بالقراءة والكتب حيث أكدتا" كان يصطحبنا في نهاية كل أسبوع إلى المكتبة، وأحببنا النظر في جواز سفره واكتشاف أماكن جديدة من خلال الأختام الموجودة على صفحاته، وأحببنا العودة إلى الماضي من خلال قراءة المجلات القديمة وقصاصات الورق الموجودة على مكتبه."
و أكدتا نهى ورزان أنهما كانتا على وعي بأن شخصية وعمل والدهما تتجاوز حدود العائلة "كان من الطبيعي أن يستوقفنا الناس في الشارع من أجل مصافحة والدنا، وإبلاغه مدى حبهم وتقديرهم له. بالنسبة لكثيرين فإن والدنا لم يكن مجرد شخصية مشهورة، ولكن عمله أثر في حياتهم بقوة وألقى بظلاله على شخصياتهم، ولا يزال يفعل ذلك حتى الان".
وأضافتا "كانت حياته سلسلة من التحولات والانعطافات غير المتوقعة، وكنا جميعًا معه في نفس الرحلة. وربما لم يُطرد الكثير من الناس من الوظيفة نفسها مرتين بعد بضع سنوات، كما حدث لوالدنا عندما كان رئيس تحرير صحيفة الوطن، ولكن بغض النظر عما حدث كان دائمًا متفائلاً، وتعامل مع كل تحدي على أنه فرصة جديدة."
وتابعتا " لم تكن الكتابة مجرد وظيفة بالنسبة لأبينا، ولكنها كانت جزءا متأصلا من هويته، وهي ما أبقته حيًا. والآن كلماته تُبقي روحه هنا معنا، ونحن ممتنون جدًا لذلك. "
وعن رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة أكدتا إبنتا خاشقجي "أخبرنا عن ذلك اليوم الذي غادر فيه السعودية، إذ وقف أمام باب منزله مُتسائلا عما إذا كان سيرجع إليها مرة أخرى. فبينما كان والدنا يبني حياته الجديدة في الولايات المتحدة، كان حزينًا على مغادرة وطنه. وخلال كل رحلاته وتجاربه لم يفقد أبدًا الأمل بشأن بلاده. لأنه في حقيقة لم يكن مُعارضًا أو مُنشقًا. وإذا كانت الكتابة جزءًا من هويته، فإن كونه سعوديًا كان كذلك أيضًا."
وختمت نهى ورزان رسالتهما لوالدهما وللعالم "هذا ليس رثاء أو خطاب تأبين، ولكنه وعد منّا بأن نوره لن يتلاشى أبدًا، وأننا سنحافظ على إرثه. بابا كان دائمًا يقول "البعض يرحل ليبقى" وهذا ما تأكدنا من حقيقته اليوم. نشعر بالامتنان لأن شخص مثله كان والدنا، وربانا على هذه القيم والأخلاق، واحترام المعرفة والحقيقة...حتى نلتقي في حياة أخرى".