2017-02-13 

" وافية الود " الجزء الثاني من قصة "صادق الوعد لم يكن منسيا"

من الرياض فيصل العسيري

متعة سباقات الخيل تتجلى في نفوس ملاكها ومدربيها حينما يكتب التاريخ نفسه في الحاضر، ليبقى في حالة تجدد دائمة، يستلهم معها العاشقون للرياضة القصص والأحاديث ، تماما كما حدث في السبت الماضي، ذلك المساء الباذخ الجمال مع إسطبل الأمير عبدالعزيز بن فهد صاحب القمصان الخضراء، والذي شهد عودته بالفوز في كأس الملك للفروسية في نسختها 51 للخيل المنتجة محليا إلى خزانته المليئة بالألقاب بواسطة الفاتنة ذات اللون الأحمر الفرس وافية الود، والتي كانت وحيدة من إسطبلها دون مساندة في ذلك النزال المثير المشتمل على صفوة خيل الوطن لعمر الأربع سنوات.

 

 وزادت من إثارته بفوزها بفارق بعيد عن الخيل وبهدوء تام، لتضع نفسها من بين الأفراس الحسنوات الأناث التي فرضن قوتهن على الذكور الحصن  في صورة من النادر أن تتكرر في سباقات السرعة. 

 

 

جاء فوز وافية الود وكأنه قصة ممتدة تكتب في جزئها الثاني بعد غياب إسطبل الأمير عبدالعزيز بن فهد عن الفوز بهذه الكأس لحوالي 12 عاما، وكأن تلك الفرس الحديدية أبت ألا تكون العودة بهذه الكأس الذهبية بقصة حالمة، بدء السطر الأول منها بعرضها المبهر في كاس نادي الفروسية في مطلع العام وهي بملكية إسطبل أبناء فيحان المنديل، وكأنها الخطوة الأولى لكتابة  الجزء الثاني لتلك القصة التي كتبها قبل 12 عاما في أمسية خالدة أبيها بطل خيل الأرجنتين فاير ويل الذي أستقطبه الأمير عبدالعزيز بن فهد للمناسبة آنذاك، بعد عملية بحث طويلة من قبل المدرب فيحان المنديل مطلقا عليه أسم صادق الوعد، فكان أسما على مسمى، تغنى به عشاق الفروسية في تلك الحقبة، جراء طريقة ركضه المدهشة على المسافات الماراثونية بميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، سطر معها أسمه من ذهب في تاريخ البطولة، بقيادة الخيال الأمريكي سبستيان مدريد.  

 

 

واصلت وافية الود عزمها الحثيث على كتابة الجزء الثاني لقصة أبيها  صادق الوعد لم يكن منسيا ، بعد أن نقل ملكيتها المدرب فيحان المنديل لإسطبل الأمير عبدالعزيز بن فهد، يقينا منه بأنها ستكون على قدر ثقته في قدراتها على عودة البطولة الغالية للعرين الأخضر، لتدخل وافية الود السباق والأمل لا حدود له.

 

 

كان المراقبون يرون أن الغلبة للذكور، والمرشحون رموا أوراقهم في صناديق الخيل الأخرى، والبعض من الحاذقون شددوا على مراقبتها داخل السباق، لكن رياح الأمنيات هبت في صالحها، وبما لا يشتهي المنافسون، فكان تسلسل القصة كما خطط له مدربها فيحان المنديل، ولتنتهي بذلك قصة فوز تروي أن الأمل في سباقات الخيل لا يموت، فقط يحتاج إلى عزيمة وتوكل، ومدرب متمكن قادر على قلب الأحداث لصالحه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه