لكي تتعرف على السامرواي يجب أن تتعرف على مدينة كانازاوا، واحدة من المدن اليابانية القليلة التي ما زالت تحتفظ بتاريخ الساموراي، والتي تقع بين بحر اليابان وجبال الألب اليابانية شرقي البلاد، المكان الأمثل لاستقاء المعرفة والمعلومات عن تاريخ (مقاتلي) الساموراي. وقد نجت البلدة من الدمار أثناء الحرب العالمية الثانية، وبقيت واحدة من أفضل المدن المحصنة المحافظ عليها من عهد ايدو. تم القضاء على الساموراي أواخر القرن التاسع عشر عندما نهضت اليابان الحديثة، لذا لا يوجد ساموراي الآن في اليابان، لكن كثيراً من آثارهم ما زالت تحفظها هذه المدينة التي تبعد عن طوكيو 473 كيلومتر. والمدينة كما يعرضها موقع بي بي سي عند زيارته لها بدأت "انطلقت نحونا إحدى فتيات الجيشا (وهو اسم يعني باليابانية فتاة الفن، ويطلق على الفتاة التي تعمل مضيفة للزائرين) لكنني لم آت إلى هنا بحثا عن إحدى فتيات الجيشا، بل جئت لكي أتعلم عن رمز ياباني آخر وهو الساموراي." بالتأكيد يعرف الكثيرون من الناس القليل عن الساموراي ( المحاربون الخارقون ) الذين كانوا يفضلون الموت على أسنة سيوفهم فداء لأسيادهم، أو القضاء على أي شخص لا يبدي لهم احتراماً، بفضل بعض الأفلام مثل الساموراي الأخير. ويتابع المراسل لكي نصل إلى المعابد وبيوت الساموراي التي جرى ترميمها ، عبرنا بصحبة المرشدة السياحية مقاهي مدينة كانازاوا . ومررنا بمباني إلى أن تفرع الطريق إلى أزقة أكثر ضيقاً. وهكذا صممت شوارع كانازاوا بهذه الطريقة خصيصاً بهدف تضليل من يأتون إليها من الخارج. عاش الساموراي في المعابد البوذية في ضاحية تسمى يوتاتسوياما المجاورة. وكانوا يعملون كحراس أمن عرفوا باسم بوكان ولم يكونوا في الواقع أولئك المقاتلين الشرسين. وشيد الساموراي خلال عصر ايدو (1603-1868) مساكن مترفة ذات سطوح خشبية أنيقة بتفاصيلها المحفورة على أخشاب أشجار القيقب والجنكة.وحدائق فخمة تحيط بها أسوار سميكة مازالت آثارها باقية حتى اليوم. وبالطبع لم يعش كل الساموراي في اليابان هذه الحياة الباذخة الوادعة.فخلال ذلك العصر الذهبي الذي ساده السلام، ركزت الطبقة الإقطاعية العسكرية معظم جهودها على الحرف اليدوية والرياضات المدرسية. وبوصفهم أعلى طبقة اجتماعية خلال ذلك العصر. وتعد قلعة كانازاوا البيضاء المدهشة هي أكبر الآثار المعمارية الباقية من عصر الساموراي، التي تتربع على قمة تلة يستطيع الواقف عليها رؤية المدينة من كل جوانبها. وقد شيدت القلعة في القرن السادس عشر على يد عائلة مائيدا، الحكام المحبوبين لكانازاوا حتى عام 1868. وخلال حكم عائلة مائيدا، كانت القلعة مقر حكمهم، تحيط بها الخنادق والأسوار التي مازالت قائمة حتى اليوم. و بجوار القلعة حديقة كينروكو آن التي تزخر بأشجار الكرز والدراق، وأشجار القيقب اليابانية، وتعتبر من أجمل حدائق اليابان. وفي ضاحية ناجاماشي، التي كانت موطناً للطبقتين العليا والمتوسطة من الساموراي، ظلت شوارع الضاحية المرصوفة بالأحجار الكبيرة كما هي، وكذلك جدرانها الطينية الشاهقة، بالرغم من الثورة الصناعية اليابانية التي دمرت أغلب مبانيها. ويوجد بها منزل نومورا الذي يضم قطعا أثرية تحمل اسم العائلة التي سكنته، ويعد بمثابة متحف يخلد تاريخ الساموراي به لوحات ملونة من أوراق الأرز، رسمها الفنان الشخصي لعائلة مائيدا، والغريب أنه لم يوجد بداخله سيوف ودروع ، وهذا ماأثر التساؤل. لتجيب المرشدة أن "للدفاع عن كانازاوا، شجعت عائلة مائيدا الساموراي على التركيز على الفنون والحرف اليدوية بدلاً من القتال. وبهذه الطريقة لا يشكلون تهديداً للعائلة". وكنتيجة لذلك، لم يكن هناك قتال في كانازاوا لمدة 400 عام. ربما كان ذلك هو الدرس الحقيقي للساموراي في كانازاوا. سلاحهم الأكبر لم يكن السيف، ولكن كان تركيزهم على الفنون، وهو أسلوب دفاعي غاية في الدهاء.