لم تعد تسعى الدول إلى ضم أحدث أنظمة الدفاع والاسلحة فقط، بحيث تزودها شركة بالسلاح، ثم تدريب افراد قواتها المسلحة، ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد. يقول ستيفن C. شولتز، مدير تطوير الأعمال لأنظمة الحرب البرية في أنظمة الصواريخ رايثيون "إذا نظرتم إلى العالم اليوم، ستجد أن الدول التي نبيعها منتجاتنا لن يكونوا سعداء لشراءها من على الرفوف في الأسواق، أنهم يريدون أكثر من ذلك إنهم يريدون أن يكونوا شركاء حقيقيين في مجال الإنتاج المشترك، والمشاركة في التطوير" فبالإمارات العربية المتحدة لأول مرة صُنعت المركبة المدرعة "نمر" بحيث يمكن أن تحمل صاروخاً مطور، على يد مهندسين إمارتيين وامريكيين. وبموجب اتفاق بين شركة رايثيون التي تعمل في مجال الاسلحة منذ أكثر من 90 عاما والشركة الإماراتية - ومقرها أبو ظبي - التي تصنع السيارة نمر المجهزة للطرق الوعرة، تم تزويد السيارة نمر بصواريخ موجهة بالليزر، كانت موجودة فقط على الطائرات المروحية وغيرها من الطائرات المقاتلة. ويعتبر مشروع تسليح "نمر" بصواريخ تالون هو الاحدث في سلسلة من الشراكات الدولية التي تزود فيها هندسة رايثيون المتقدمة المبتكرة لحلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. حيث تم الإعلان عن صفقة في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي في أبو ظبي. ومركبات نمر هي من منتجات شركة مملوكة لشركة "توازن" التي تعتبر استثمار استراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وكان هناك تعاون سابقا بين رايثيون وتوازن في تطوير صواريخ تالون لتعديلها من كونها صواريخ غير موجهة إلى صواريخ تعمل بالتوجية بالليزر، إذ وقعت القيادة العامة للقوات المسلحة مع شركة "توازن" عقداً تقوم بموجبه الأخيرة بتوريد وتزويد القوات المسلحة بصواريخ تالون الموجهة بالليزر في نوفمبر 2013. وتم تطوير صواريخ تالون بموجب برنامج مشترك للتطوير والإنتاج بين القوات المسلحة الإماراتية وشركة "ريثيون ميسايل سيستيمز" . ووفقاً لبنود العقد قامت"توازن" بالعمل على التكامل التقني لنظام صواريخ تالون على منظومة القوات المسلحة للصواريخ وكذلك على آليات نمر المدرعة والمصنوعة في الإمارات والتي تخدم مختلف وحدات القوات المسلحة، إضافة إلى تنفيذ برنامج لتدريب أفراد القوات المسلحة على تلك الأنظمة . جدير بالذكر أن أنظمة صواريخ تالون قد اجتازت بنجاح الاختبارات الميدانية وتعكف "ريثيوم" حالياً على إجراء اختبارات الجدارة الجوية لأنظمة صواريخ تالون على طائرات أباتشي العمودية . وأعتبر شولتز تركيب الصاروخ تالون للمركبة نمر يمثل تلبية لحاجة ماسة لدى القوات المسلحة الإماراتية النظام، إذ يملأ الصاروخ الفجوة ما بين الصواريخ الموجهة عالية التكلفة والصواريخ غير الموجهة المضادة للدبابات"