المقال بصوت الكاتبة
https://soundcloud.com/randa_alsheikh/pux9knfoahin
••
هل التقيت يوماً بصُنّاع السعادة؟ أتدري كيف تبدو ملامحهم؟ وهل يمكنك تمييزهم؟.
إن لم تفعل، هل تود أن تعرف عنهم أكثر؟ إذاً، أنت في المكان الصحيح!
لكن لم يهمني الأمر جداً برأيك؟ لأننا يا عزيزي نعيش آخر يوم من أيام عام 2018م، وصناع السعادة هم ممن أود أن نحتفظ بهم أنا وأنت! فهم ببساطة يجعلون الكون أبهى، ويستحقون أن يشاطروننا ساعات عمرنا الثمينة. أما البقية، فأنت تعلم جيداً ما يجب عليك فعله بهم! أو ربما سأخبرك في مقال لاحق.
والآن، أنظر من حولك بتروٍّ ولاحظ بفراسة تلك الأرواح التي تحلق بخفة وتجتاز بابتسامة رضا كل ما يبدو منغصاً، فِعلاً كان أم فِكراً! إنها تمنح المحبة بعذوبة ولا تطلبها، تركض باستبشار لتمدّ يدها لنا حين نوشك على الإنهيار ضعفاً، وتسقينا الرحمة برضا حين لا نجرؤ على الإستسلام رغم الوهن، لتشعرنا بأن العالم مازال مكاناً آمناً لقلوبنا رغم ثقوب الخذلان التي أوشكت أن تجهز عليها. إنها هي نفسها التي جعلت قيمتها أمام ذاتها تقاس بمعدل عطائها وممارستها لإنسانيتها في زمن اعتاد الحروب حتى أنِسَها!
لكن ورغم كل ما تمنحه تلك الأرواح، فهي لا تطلب لنفسها شيئاً في المقابل.! فيكفيها أن تنجح في قضاء حاجاتنا، أو رسم بسماتنا الراضية!
صناع السعادة يا صديقي يؤمنون بأن الشعور بالسعادة هو قرار واختيار، فآثروا أن يمارسوا شعائر إيمانهم بمنح الآخرين، واستشعار رجفة قلوبهم الممتنة على أن يسعدوا وحدهم، ولا عجب أن يحترفوا تلك الصناعة.. فالسعادة معدية!
يقول الدكتور مصطفى محمود: " إن أبواب السعادة لا تفتح إلا من الداخل، من داخل نفسك. فالسعادة تجيئك من الطريقة التي تنظر بها إلى الدنيا ومن الطريقة التي تسلك بها سبيلك"، لكن هذا لا يعني ألا نستشعر السعادة من محبة الآخر ودعمه لنا. وصناع السعادة اختاروا أن يسلكوا سبيلهم بمحبة وإنسانية، لنصل جميعاً لنهاية الطريق رابحين! ألا يستحق هؤلاء أن نتمسك بوجودهم من حولنا؟
كل عام وأنتم صنّاع سعادتكم.