تغلب المعارض النيجري محمد بخاري في الانتخابات الرئاسية على بفارق 2,57 مليون صوت الرئيس المنتهية ولايته جودلاك جوناثان، الذي قبل بالنتيجة وأقر بهزيمته، في سابقة بالبلد الأفريقي الذي يشهد تمردا مسلحا، إذ يعتبر بخاري هو أول معارض يطيح برئيس عبر صندوق الاقتراع بحسب ما يشهد محللون. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يشكل فوز بخاري الذي اعترف به جوناثان اول انتقال ديموقراطي في نيجيريا ومنعطفا مهما في التاريخ السياسي لهذا البلد الذي شهد ستة انقلابات عسكرية منذ استقلاله العام 1960 والذي حكمه حزب واحد منذ نهاية الديكتاتوريات العسكرية قبل 16 عاما. هنأ محمد بخاري الفائز في انتخابات الرئاسة في نيجيريا يوم الاربعاء الرئيس جودلاك جوناثان على تخليه عن السلطة سلميا، وقال بخاري للصحفيين ومؤيديه وسط تصفيق "الرئيس جوناثان كان خصما فاضلا وأنا أمد يد المودة إليه." ونقلت وكالة رويترز عن بخاري قوله "أثبتنا للعالم أننا شعب اعتنق الديمقراطية. لقد وضعنا دولة الحزب الواحد وراءنا." وفي خطوة لم يسبق لها مثيل اتصل جوناثان ببخاري للاقرار بالهزيمة وأصدر بيانا يحث فيه أنصاره على قبول النتيجة في إشارة إلى ترسخ الديمقراطية على نحو غير متوقع في أكبر دولة بأفريقيا من حيث عدد السكان. ويتولى حزب الشعب الديمقراطي الذي يتزعمه جوناثان السلطة منذ انتهاء الحكم العسكري في 1999 لكنه فقد التأييد بسبب عدد من الفضائح في قطاع النفط وأعمال قتل ينفذها إسلاميون متشددون في شمال شرق البلاد. وكانت قد أوضحت اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة أن بخاري (72 عاما) الذي ينتمي الى المؤتمر التقدمي فاز في الانتخابات باغلبية 14424921 صوتا او 53,9% من اصوات 28587564 ناخبا. ونال خصمه غودلاك جوناثان (57 عاما) من الحزب الديموقراطي الشعبي 12853162 صوتا (44,96%) في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت والاحد. وفاز بخاري في 21 ولاية من اصل 36 في البلاد وخصوصا في ولاية بورنو التي تعتبر معقل حركة بوكو حرام الاسلامية. ومن ناحيته، اقر الرئيس النيجيري المنتهية ولايته غودلاك جوناثان في بيان بهزيمته في الانتخابات الرئاسية امام زعيم المعارضة محمد بخاري. وقال ايضا "اشكر لجميع النيجيريين الفرصة الهائلة التي اتيحت لي لقيادة هذا البلد (...) لقد نقلت تمنياتي الشخصية الى الجنرال محمد بخاري". وفي بلد تؤدي فيه الانقسامات السياسية غالبا الى توتر اتني وديني واعمال عنف دامية، جرت الانتخابات بهدوء ولم تتخللها اعمال عنف واسعة النطاق اقله حتى الان. ولم تنجح جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات في منع تنظيمها على الرغم من هجمات عدة اسفرت عن سقوط قتلى. ونزل الاف النيجيريين الى شوارع كانو، اكبر مدن الشمال المسلم للاحتفال بفوز بخاري، وفق ما افاد مراسل فرانس برس.