وإن مثل إنجازا لا يشق له غبار للديبلوماسية الإيرانية وللرئيس الإيراني حسن روحاني إلا أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع واشنطن وما تبعه من سياسة إيرانية للانفتاح على الغرب قد لا يروق لبعض الأوساط والمؤسسات في طهران ومن بينها الحرس الثوري الإيراني التي تفيد مصادر إعلامية بأنه يحتجز رهائن لغاية تأليب واشنطن على روحاني والانسحاب من الاتفاق النووي الموقع.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تحت عنوان "رهينة في طهران" مذكرة بعاملة شؤون الإغاثة البريطانية –الإيرانية الأصل نازانين زغاري – راتكليف المعتقلة في السجون الإيرانية.
وتقول التايمز أن الصحيفة زغاري – راتكليف ظلت معتقلة منذ اكثر من مئة يوم، ومعظمها في سجن انفرادي بتهم غير واضحة، فهي مديرة مشروع لمؤسسة رويترز تومبسون، ولم تكن تقوم بأي عمل في إيران، لكنها اعتقلت في مطار طهران في أبريل/نيسان الماضي بعد زيارتها لوالديها وفق ما نقلته قناة بي بي سي.
وتميل افتتاحية الصحيفة إلى أن احدى التفسيرات الممكنة لاعتقالها هو أن الحرس الثوري الذي اعتقلها يستخدمها كرهينة في سياق الصراع على السلطة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ذلك أنه وفي حسابات المتشددين في إيران، بنظر الصحيفة، ستلجأ الإدارة الأمريكية الى التشدد وربما الانسحاب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما سيقوض سلطة الرئيس الإيراني ويسمح للحرس الثوري بالتخلص من كل نفوذ غربي، ويصبح كل المعتقلين الذين يحملون جوازات سفر غربية رهائن لديهم.
يذكر أن الصحفية زغاري - راتكليف استخدمت جواز سفرها الإيراني لدخول طهران، وقد صودر جواز السفر البريطاني الذي تحمله ابنتها، قبل أن تتهمها السلطات الإيرانية بأنها "تسعى لقلب نظام الحكم" .
إلى ذلك تشير التايمز أن هذا الأسلوب الذي يعتمده الحرس الثوري الايراني ينطبق أيضا على خمسة أمريكيين، بينهم مراسل صحيفة واشنطن بوست جيسون رضائيان، اعتقلوا في صيف 2014 بدون تهم رسمية، وظلوا قيد الاعتقال طوال فترة التفاوض بشأن البرنامج النووي ولم يطلق سراحهم إلا في مطلع 2016 بعد رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني كان أول الجهات التي أعلنت رفضها ومعارضتها لتوقيع الاتفاق النووي حيث رفض القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، وفق ما نقلته وكالة سبوتينيك أي قرار يصادق عليه مجلس الأمن الدولي يقضي بوضع قيود على القدرات التسليحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبره "لا قيمة له أبداً".
كما أكد في جعفري أن أي قرار يتعارض مع الخطوط الحمراء لإيران الإسلامية، يفتقد إلى المصداقية، معرباً عن أمله في ألا يهدر مجلس الأمن وقته للمصادقة على مثل هذه القرارات.
وأشار اللواء جعفري، أنه لا يوجد هناك أي مسؤول في إيران الإسلامية يعارض التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق جيد في موضوع البرنامج النووي، مفنداً ما زعمته بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تريد الإيقاع بين أبناء الشعب الإيراني المسلم.
ورأى قائد الحرس الثوري أن الهدف من نشر هذه الشائعات الرامية للتشكيك في موضوع البرنامج النووي، شن حرب نفسية ضد الشعب الإيراني والحصول علي المزيد من التنازلات من هذا الشعب المؤمن.
إلى ذلك اعتبر اللواء جعفري أن أهم عامل لتقييم الموضوع النووي والتوصل إلى اتفاق جيد، هو "التطابق التام والكامل والشفاف وغير الغامض الذي لا يتعارض مع الخطوط الحمراء التي أعلنتها طهران".