الاثنين غرة جمادى الاولى من عام 1440 الموافق لليوم السابع من شهر يناير لعام 2019 كان يوماً حزيناً على وفي وزارة الخارجية السعودية شعرت بحزنه كل سفارات وقنصليات وممثليات السعودية في الخارج حين ودعت الوزارة وودعها علمٌ من اعلام الدبلوماسية والسياسة السعودية ورجلاً من رجالات الدولة لأكثر من نصف قرن ..
معالي وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني حضر الى مكتبه لتوديع كل شيء في وزارة الخارجية ..
كان كما عهدناه بشوشاً مبتسماً يمنح كل من حوله طاقة ايجابية من النشاط والتفاؤل ..
كان يومها هو الوحيد المبتسم وكل مافي ومن في الوزارة حزين على وداع من يرونه الاب الروحي والقائد الميداني لوزارة الخارجية وموظفيها ..
تشرفت بالعمل مع معاليه لسنوات مضت حتى يوم وداعه للخارجية ..
وجدت فيه القيادة والحلم والحكمة والطيبة والكرم والعون لمن يعرف ومن لايعرف ..
كان ملاذ كل من اطبقت عليه هموم الدنيا سواء هموماً عملية أم هموماً شخصية وقفتُ وكُلفتُ بالعديد منها وكان لايتردد عن مساعدت من يحتاج الى مساعدة ..
سنوات قضيتها وزملائي وتشرفنا فيها بالعمل مع قامة وهامة دبلوماسية وسياسية عالمية وجدنا منه كل الدعم والعون والتشجيع ..
لم يغضب يوماً على احدنا ولم يعبس يوماً في وجه اخطائنا وزلاتنا العملية وغير العملية ولم يعاتب احداً منا يوماً بل كان نعم القائد والداعم لنا ..
كان نعم الموجه ونعم الناصح يحمل في قلبه من الطيبة والكرم مايجعله مضرباً لهما ..
يملك معاليه هيبة العظماء وتواضع النبلاء في صورة سريالية ومزيج نادر لايجتمعان إلا في القادة الافذاذ ..
في يوم وداعه شعرنا بالغبطة على مايحضى به من محبة وقبول وتقدير صادق من الجميع واوصل لنا معاليه رسالة مهمة تتمثل في أن تقوى الله والاخلاص في العمل والتضحية والتفاني من اجل الوطن والصدق والامانة مع ولاة الامر نتاجها محبة وتقدر وقيمة ليس لهما مثيل ..
قد تعجز الكلمات في شكر وعرفان معالي وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ولكن اعتقد أنه رأى في عيون مودعيه يوم وداعه مايصف مشاعرهم نحوه من محبة واجلال وتقدير ..