فرضت الحكومة السعودية إجراءات إحترازية شديدة لمنع الشباب السعودي من الإنضمام لتنظيم داعش الإرهابي على كافة المجالات ليس فقط بالحرب على الإرهاب ولكن بمحاصرة أفكار المتطرفين . فقد استثمرت السعودية ملايين الريالات لتعزيز قدرات قوات مكافحة الإرهاب منذ موجة الهجمات التي شنها متشددو تنظيم القاعدة في منتصف الفترة ما بين عام 2000 إلى عام 2010. وكما جرّمت السعودية الانضمام لتنظيم داعش، وحشدت رجال الدين السعوديين الذين يدينون حاليا التنظيم باعتباره غير إسلامي. كما أنشئت المملكة العربية السعودية مركز تأهيل تابع للحكومة، وهو مجمع ضخم يضم إخصائيين اجتماعيين وواعظين وفنانين وأطباء نفسيين من أجل مساعي شاملة تهدف إلى إعادة دمج المتشددين في المجتمع. وعن هذا المركز قام مراسل للبي بي سي في السعودية بزيارة أحد المتشددين بعد التأهيل حيث أكد له أحد الذين خضعوا للبرنامج إنه حاول السفر إلى سوريا من أجل القتال و"الجهاد" مع تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أفكاره بشأن الحرب المقدسة اختلفت منذ ذلك الوقت. وقال "سمعت أنهم يحاربون الآن المسلمين وغير المسلمين. الحمد لله أن المركز أضاء لنا سبيل الحق." فضلًا عن ذلك فإن حدود المملكة مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهي حدودها الشمالية مع العراق، محددة بسياج مزدوج يمر عبر صحراء شاسعة مراقبة بكاميرات عالية الدقة. وكان أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية قد اشتبكوا مع دورية حدودية في يناير الماضي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد حرس الحدود السعودي، بالإضافة إلى التدريبات السعودية على الحدود الشمالية. وبالرغم من كل هذا فقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية إن نحو 2600 سعودي انضموا إلى جماعات متشددة في سوريا منذ عام 2011، وعاد منهم نحو 600 شخص. وفي العام الماضي وحده ألقي القبض على 400 شخص على صلة بأنشطة تنظيم الدولة الإسلامية داخل المملكة. ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور سلطان التركي إنه عدد قليل نسبيا، لكن الأمر مازال مدعاة قلق بالغ. وقال "مهما كان الطرف الصانع لتنظيم الدولة الإسلامية فقد صنعها لأغراض من بينها الهجوم على السعودية." وأضاف "إنهم يعلمون أن حدودنا محمية بقوة، لذا فهم يبذلون قصارى الجهود من خلال الدعاية، مثل الإيحاء للشباب السعودي بتنفيذ أي عمل إرهابي نيابة عنهم." ومازالت السعودية حتى وقت قريب متهمة بتمكين متشددين إسلاميين في سوريا من خلال السماح بعبور تمويلات من شيوخ ودعم جماعات سنية في حرب بالوكالة مع إيران الشيعية. وتقول جين كينينموت، محللة شؤون الشرق الأوسط، إن التهديد الداخلي يفوق التهديد الخارجي حيث تشترك السعودية في عدد من قضايا التعصب الديني الذي يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لقتل الشيعة وغير المسلمين. وأضافت على الرغم من أنه ينظر إلى الشاب السعودي على أنه مدلل من قبل بلد غني بالبترول، فإن البلد يكافح من أجل إيجاد فرص عمل لجميع الشباب به والذين يشكلون أكثر من ثلثي تعداد السكان. وأنه في هذا البلد المحافظ اجتماعيا يعيش الشباب ويستخدمون الإنترنت الذي يجعلهم عرضة لتجنيد التنظيم لهم عبر شبكات التواصل الاجتماعية. النسخة الصارمة لتطبيق السعودية للاسلام تخضع لمقارنات مع أيدولوجية تنظيم الدولة الإسلامية وسمعنا روايات عن شباب عاطل عن العمل أو غير متعلم هربوا من حياتهم الكئيبة للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية. يقول أحد الشباب السعودي إن أحد أصدقائه ذهب إلى سوريا للانضمام لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف "أولئك الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا وليس لديهم أي وعي هم من يبحث عنهم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)."وقال "من السهل على داعش أن تغسل أدمغتهم." وقال رئيس المخابرات السابق الأمير تركي الفيصل "إنها مشكلة أساسية تواجهنا مع وسائل الإعلام وهي خلط الحابل بالنابل." وقال "جماعة (فاحش) جماعة إرهابية وليس لها أي قانون." مستخدما الكلمة في الإشارة إلى تنظيم "داعش". وأضاف "المملكة دولة، لدينها نظام قانوني يتتبع تاريخها لفترة أطول من القانون العام الإنجليزي."