2019-01-24 

عزيزي الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أمّا بعد

أحمد الفهيد

عزيزي الاتحاد السعودي لكرة القدم ..

اما بعد

 

تعليقًا على الخراب الذي طال ملاعب كرة القدم الرسمية في العاصمة الرياض، والتي تقع تحت إشراف وتصرف الهيئة العامة للرياضة، بسبب تقصير في عمليات الزراعة والصيانة، وكانت طريقًا لحدوث مجاذبات بين أندية الرياض (النصر والشباب الذين يرفضان اللعب خارج ارضهما ويطالبان باللعب في انديتهما وتطالب جماهيرهم باللعب على ملعب جامعة الملك سعود المسمى بـ«محيط الرعب» والمؤجر لثلاثة أعوام لصالح الهلال) الذي يرفض أن تقام على ملعبة أي مباراة لغير الهلال، تعليقًا على هذا كله كتبت مغردًا : «عزيزي الاتحاد السعودي لكرة القدم.. ليتحقق العدل، وتكون المنافسة أقل ضجيجًا، حاسبوا المخطئين والمقصرين، وطبقوا النظام على الجميع، على الجميع..

 

كونوا أقوى من الكل، وانحازوا إلى القانون.. القانون فقط

قبل أسابيع نقلت مباراةالأهليأمامأحد⁩ (11 يناير) من جدة إلى مكة (80 كيلو مترًا) ليس لأن الملعب غير صالح للعب وإنما لأنه سيكون مشغولا بالسوبر الإيطالي (16 يناير)

مع العلم أن الفريقين الإيطاليين وصلا إلى جدة يومي 13 و14 يناير!

 

تكبد الأهلاويون مشقة نقل المبارة خارج أرضهم (تطبيقا للنظام)».. ثم في تغريدة أخرى أقترحت جدًا ظننت أنه سهل ومتاح: «‏..ورأيي، أن الحل سهل ومتاح،يجتمع رئيس هيئة الرياضة (عاجلًا) برؤساء أنديةالهلال⁩ ⁧والنصر⁩ ⁧والشبابويتفقون على إقامة المباريات في ملعب الهلال، بالسعر الذي تقره إدارته، على أن تتحمل إداراتي النصر والشباب دفع المبالغ المترتبة على ذلك..

 

يربح الهلال المال، وتربح الأندية اللعب في الرياض»!

فأنهمرت الردود على التغريدات كسيل عارم اختلطت فيه العاطفة بالعقل، والأدب بالبذاءة، والحقيقة بالكذب.. ولهذا كان لابد من شرح مفصل للوضع قانونيًا ونظاميًا وإجرائيًا..

 

 

المُتَبع «نظامًا»

 

 

وفقًا للمُتَبع «نظامًا»  فإنه في حال عدم توافر ملاعب في المدينة نفسها التي ينتمي إليها النادي مستضيف المواجهة، أو عدم جاهزية المنشأة لأسباب تقنية أو انشائية، تنقل المباراة إلى أقرب مدينة لها (وحدث ذلك مع الاتحاد ومع الأهلي مرات عدة، نقلت مبارياتهم من جدة إلى مكة المكرمة)

 

 لكن، النصر والشباب لا يقبلان بالمتبع نظامًا؟!

لهما ذلك (هذا حقهما) ولهذا من المنطقي جدًا مطالبتهما بأن يلعبا على ملعبيهما، إذًا فليفعلا (ليلعبان على ملعبيهما)

 

وفي حال كان ملعباهما غير صالحين؟!..

يختاران أي ملعبين ويدفعان هما كلفة الاستئجار!

 

لماذا؟!..

لأنهما لم يقبلا بالحل المتاح (نظامًا

 

لماذا يدفعان، لماذا لا تتحمل هيئة الرياضة واتحاد كرة القدم مسؤولية عدم تطبيقهما المتبع نظامًا؟!

 

لأنهما سيلعبان في ملعب مملوك لنادٍ آخر - لا يقع وفقًا لبنود العقد الموقع - تحت إشراف الهيئة ولا اتحاد اللعبة، ودورها ينحصر هنا في إقناع الهلال بقبول اتاحة ملعبة للأندية الأخرى أن تلعب عليه من باب المساعدة في حل المشكلة.. لأنها في ما يخص صلاحياتها وفرت ملعبًا للفريقين بحسب المتبع نظامًا..

 

هذه المرة أنا الذي سأسألك: ماذا لو أن الملعبين كانا صالحين للعب، لكنهما مشغولين بمناسبات رياضية أخرى (سباق سيارات، مصارعة، كأس سوبر إسبانية، بطولة آسيا للشباب)، ما الحل؟!..

أين سيلعبان؟!. من سيتحمل ذلك؟!

 

 

طيب، ماذا عن الهلال؟!..

الملعب للجامعة (جهة حكومية) لكنه مؤجر لجهة خاصة (شركة صلة) و«صلة» أجّرته للهلال، فكيف تفرض هيئة الرياضة سلطتها على منشأة ليست لها ولا تشرف عليها ولم تدفع ريالًا واحدًا فيها؟!

 

إذًا الأمر متروك للهلال، هو صاحب القرار، أن يوافق مجانًا أو بمقابل مادي (وهذا حقه)، أو ألّا يوافق أبدًا (وهذا أيضًا حقه)..

 

ولا تقحموا الوطنية في كل شيء، لأنه من الوطنية (وفقًا لهذا المبدأ، الذي لا أؤمن به طبعًا، لا أؤمن به أبدًا) أن تتوقف المنافسات الرياضية أثناء بطولة قارية كبرى يشارك فيها منتخب البلاد!

 

أبعدوا الوطنية عن الموضوع، وطبقوا النظام.. والنظام موجود، موجود، فقط طبقوه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه