2019-03-08 

أي مستقبل للتحالف السعودي الأمريكي؟

من لندن علي حسن

تشهد العلاقات السعودية الأمريكية فترة من التوتر التي يؤكد الخبراء بأنها سحابة صيف عابرة لن تمس من قوة ومتانة التحالف التاريخي بين الرياض و واشنطن.

 

موقع les-yeux-du-monde  أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن التحالف السياسي الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة كان في قلب اللعبة الجيوسياسية في الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

وأضاف التقرير الذي أعدته المختصة والخبيرة في القضايا الدولية إيفا مارتينلي أنه " يمكن للمرء حتى أن يعتبر ، حتى الآن ، أن هذا التحالف واحد من أقوى التحالفات في المنطقة رغم التوتر الذي سيطر على العلاقات بين البلدين في في العقود الأخيرة .

 

 

وقد ولد التحالف بين الديمقراطية الأمريكية والمملكة العربية السعودية من رحم اتفاق كوينسي الموقع بين الملك  والرئيس فرانكلين  روزفلت في عام 1945 وظل صامدا طيلة عقودا شهدت فيها العلاقة بين واشنطن والرياض إختبارات لم تنل من قوة هذا الحلف.

وفي سياق متصل تشير مارتينلي إلى أن " وصول الرئيس أوباما إلى السلطة عام 2008 شكل نقطة تحول في السياسة الخارجية في الشرق الأوسط. فبعد حرب العراق ونتائجها المأساوية، قررت حكومة الديمقراطيين تجنب الانخراط سياسيا وعسكريا في النزاعات في الشرق الأوسط، وهو ما أضر كثيرا بقوة التحالف السعودي الأمريكي."

 

و بعد عقود من تحالف كوينسي غيرت الاستراتيجية الدبلوماسية السعودية مسارها في عام 2015 ، عندما قررت التدخل عسكريا في اليمن.

و  من خلال عدم دعم المملكة العربية السعودية بوضوح ، اعتبر الملك سلمان أن أوباما خان معاهدة كوينسي.

 

و بالإضافة إلى ذلك ، فإن التقارب الذي بدأت تنفذه إدارة أوباما  مع إيران ، والذي أدى إلى توقيع الاتفاقية النووية ، كان بمثابة طعنة ثانية لقوة التحالف السعودي الأمريكي ذلك أن المملكة تعتبر أن التوسع الإيراني في المنطقة يمثل التهديد الأول لاستقرار المملكة وفق الخبيرة في العلاقات الدولية.

 

غير أن فوز دوالد ترامب بالإنتخابات الرئاسية الامريكية أعاد توزيع الأوراق لتعود الحياة من جديد للتحالف التاريخي بين واشنطن والرياض خاصة بعد أن وضع سيد البيت الأبيض الجديد لقد مكافحة النفوذ الإيراني في صميم أولوياته.

 

وضاعف ترامب ضغوطه على طهران  بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة على نظام الملالي ، ليعطي بذلك تأكيدات جديدة للحليف التاريخي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

ورغم التوتر الذي يسود العلاقة بين الحليفين اليوم بسبب قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وموقف الكونغرس من قضية خاشقجي إلا أن "الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستظل قائمة لفترة طويلة ، لكن نموذجها سيتوجب في نهاية الأمر التنقيح والتعديل" .

 

وفي ذات الوقت "تسعى المملكة إلى إقامة تحالفات جديدة ، قد لا تكون بالضرورة في  محل التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية تزامنا مع عزم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنفيذ رؤيته الإصلاحية في المملكة."

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه