المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية جمع 3.8 بليون دولار، أو أكثر مما جمع المؤتمران السابقان معاً، وبما أن الكويت هي في قيادة المشروع مع الأمم المتحدة، فأنا واثق من وصول المساعدات إلى المستحقين كاملة وبسرعة. ربما كانت كلمات تضمنها خطاب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، تلخص مأساة الشعب السوري. هو قال أن الاقتصاد السوري انهار وخسائره أكثر من 200 بليون دولار، والبطالة 57 في المئة، ومتوسط عمر المواطن هبط إلى 55 سنة. وهناك أكثر من 200 ألف قتيل و12 مليون نازح أو مشرد داخل البلاد وخارجها ودمار شامل. إزاء هذه الصورة السوداء للفاجعة المستمرة، لم أشكُ والزملاء من طول نهار المؤتمر الدولي، فقد بدأ في السابعة صباحاً ونحن ننتقل من الفندق إلى قصر بيان، وانتهى بمؤتمر صحافي في السادسة مساء لوزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتركنا القصر حوالى السابعة مساء، أي بعد 12 ساعة. ذهبت والزملاء في فترة الغداء لجلسة مع الشيخ سلمان الحمود الصباح، وزير الإعلام، في مكتبه. وهو رد على أسئلتنا عن مؤتمر المانحين واليمن والقوة العربية المشتركة بصراحة وصبر وزاد إلى ما عندنا من معلومات. عندي أصدقاء كثيرون في وزارة الإعلام من الوزير والوكلاء الكبار حتى صغار الشباب والصبايا. فلا أنسى سروري برؤية الأخ طارق المزرم، الوكيل المساعد للإعلام الخارجي، والأخت صبا خريبط التي نالت ترقية مستحقة أخيراً، والشباب المسؤولين عن الضيوف، فقد تركت الفندق مع فجر اليوم التالي، وكانوا هناك يعملون. طبعاً، لا أزور الكويت من دون جلسة مع الشيخ ناصر المحمد الصباح، رئيس الوزراء السابق، أو مراجعة العدد الأسبوعي من جريدة الخليج مع رئيس تحريرها الأخ أحمد بهبهاني. واتصلت بالأخ جاسم الخرافي، رئيس البرلمان السابق، وشرحت له طول يومنا في قصر بيان واتفقنا على لقاء قريب. كل مسؤول كويتي أو زائر يعمل لنجاح المؤتمر ومساعدة أشقائنا في سورية، فكيف خدمت المعارضة الكويتية هذا الغرض النبيل؟ طالبت بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة لتقاطعها مرة أخرى. الفورة الاقتصادية في الكويت مستمرة، وأختار من عناوين الصحف الكويتية في يومين فقط من دون أن أهمل نقاط خلاف: - المنبر الديموقراطي وصراع «الأقطاب» عطل التنمية والإصلاح. - سهم الجزيرة يحلق في سماء البورصة/ طيران الجزيرة: توصية بتوزيع 50 مليون دينار على المساهمين. - الكويت توقع مع العراق تفاهماً حول الحقول الحدودية. - معرض العقار والاستثمار يستقطب 74 شركة تعرض 150 مشروعاً في 15 دولة. - بنك الكويت الوطني ضمن تحالف مصرفي لتمويل أرامكو بعشرة بلايين دولار (حيث ذهبت في الكويت كان لهذا البنك نشاط). - التسهيلات الائتمانية للمقيمين عززت موجودات البنوك. - 71 بليون دولار الأرباح المتوقعة للشركات الخليجية في 2015. - قانون تنظيم الاتحادات (الطالبية) مرفوض. - شركة الاتصالات الكويتية (فيفا): مدخرات الكويتيين تضاعفت ثماني مرات. - الخليج للتأمين تدرس التوسع في السوق التركية. - خطوة شاملة لتطوير المستشفيات والمراكز الصحية/ إضافة خمسة آلاف سرير. - 15.6 ميغاواط كهرباء/ صيف كويتي آمن (الواقع أن هناك فائضاً). - المحكمة المدنية تخفض قيمة الكهرباء في المنطقة الحرة. - الروبوت ضمن مناهج وزارة التربية. ما سبق وكثير غيره قرأته في يومين، فماذا تريد المعارضة؟ هي لا تريد المشاركة في الرخاء الاقتصادي لتستفيد وتفيد وإنما تريد حلّ البرلمان. *نقلا عن "الحياة"