أكدت وكالة بلومبرج أنه وعلى الرغم من أن الاعتقاد السائد يشير إلى أنه يجب على السعودية الضغط لخفض الإنتاج النفط لإنجاح إكتتاب أرامكو فإن تحقيق هذا الهدف يقتضي العكس وهو زيادة إنتاج الشركة الأكثر ربحية في العالم .
وأوضحت الوكالة في تقرير ترجمته عنها الرياض بوست أنه وعلى الرغم من أن التقارير تؤكد أن وزارة الطاقة السعودية ستعمل على الحد من إنتاج أوبك في اجتماع هذا الأسبوع ، لتحقيق أسعار مرتفعة للنفط واكتتاب ناجح لأرامكو وبأن المملكة تضغط من أجل تمديد لمدة ثلاثة أشهر لخفض الإنتاج الحالي ، حتى يونيو 2020 ، فإن أفضل طريقة للمملكة العربية السعودية لزيادة سعر سهم أرامكو هي في الواقع زيادة إنتاجها من النفط ، حتى لو أدى ذلك إلى انخفاض أسعار النفط الخام.
ويشير التقرير إلى أن سوق النفط يحتاج إلى الاستعداد لاحتمال أن تستخدم المملكة العربية السعودية هذه الاستراتيجية قبل أي مبيعات مستقبلية لأسهم أرامكو خاصة بعد أن " اقترح العديد من أعضاء الحكومة السعودية أن يتم بيع المزيد من أسهم أرامكو في المستقبل ، إما في البورصة السعودية المحلية أو ربما في بورصة دولية."
ويتابع التقرير" من المرجح أن يكون ولي العهد محمد بن سلمان حريصًا على بيع المزيد من الأسهم ، لضمان إيرادات أكثر لتمويل خطط تنويع الاقتصاد السعودي.
و قبل بيع الأسهم في المستقبل ، ترغب المملكة العربية السعودية في زيادة إيرادات وأرباح أرامكو إلى الحد الأقصى ، تمامًا مثل أي شركة عامة ترغب في زيادة جاذبية أسهمها.
ويؤكد التقرير "الرأي الشائع هو أن أسعار الأسهم لشركات النفط ترتفع عندما ترتفع أسعار النفط ، وهذا صحيح بشكل عام بالنسبة لشركات مثل توتال أو شل لكن حتى تلك الشركات تميل إلى الاستمرار في الضخ حتى عندما تكون أسعار النفط متوسطة ، كما هي الآن ، لأنها تحتاج إلى إظهار قوة الإيرادات."
و يتابع التقرير" بالنسبة لأرامكو ، فإن بيع المزيد من النفط ، حتى بأسعار منخفضة نسبيًا ، يوفر فرصة أفضل لزيادة الإيرادات ."
و تمتلك أرامكو أقل تكلفة لانتاج برميل النفط، عند 2.80 دولار ، ونفقات رأسمالية منخفضة للغاية لكل برميل عند 4.70 دولار. ونتيجة لذلك ، فإن أرامكو تجني أموالاً أكثر من أي برميل نفط تبيعه أي شركة نفط أخرى ، ويمكنها أن تكسب المزيد من المال للبرميل بأسعار أقل .
أما بالنسبة للسيناريو المعاكس المتمثل في تقلص الإنتاج ، فإن عدم الالتزام الذي أظهرته عدد من الدول المنتجة للنفط بسقف إتفاق اوبك + وارتفاع المعروض من المنتجين من خارج أوبك مثل الولايات المتحدة، يشكل عائقا أمام إرتفاع الأسعار وفق التقرير.
ويشير التقرير " أحد الأسباب التي تجعل أرامكو فريدة من نوعها بين منتجي النفط هو أنها تستطيع زيادة إنتاجها بشكل كبير. و يمكن أن تنتج أرامكو أكثر من 12 مليون برميل ، إذا وجهت أرادت السعودية ذلك. وبالإضافة إلى زيادة الإنتاج ، تحتفظ أرامكو أيضًا بكميات كبيرة من النفط المخزن ، والتي يمكن أن تطرحها في السوق لزيادة إيراداتها."
و في المقابل ، لا يمكن للمنتجين الرئيسيين الآخرين زيادة مبيعاتهم من النفط الخام بأي طريقة مهمة حيث أنهم لا يحتفظون بكميات كبيرة من الطاقة الاحتياطية ، لأنهم ينتجون لتحسين الإيرادات طوال الوقت .