2019-05-13 

"العاصوف" .. السعودية تبني المستقبل على أنقاض الماضي

من دبي سيف العبد الله

 تحولت سيطرة بعض الإسلاميين المتطرفين  على المسجد الحرام  عام 1979 إلى مسلسل تلفزيوني يسلط الضوء على محطة مهمة في تاريخ المملكة معركتها مع التطرف .

 

وكالة رويترز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه ان فيديو دعائي لمسلسل ”العاصوف“ أظهر تفجيرات واشتباكات بالأسلحة النارية داخل المسجد الحرام الذي احتله جهيمان العتيبي وأتباعه المتطرفون لمدة أسبوعين .


وبعد 40 عاما من الحادثة تعهد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بإحياء  ”الإسلام المعتدل“ وقام بتقليص مهام وصلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبرفع الحظر على السينما كجزء من الاصلاحات الاجتماعية لرؤية السعودية 2030.


وإلى جانب العاصوف الذي بدأ عرضه الأسبوع الماضي فقد أثار إقرار زعيم سابق لحركة الصحوة بخطئه نقاشا عاما نادرا بشأن الدين والسياسة.

وقال عائض القرني ”أعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس“.

وأضاف ”إنني الآن مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم الذي نادى به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان“.


وحظيت تعليقات القرني بترحيب على نطاق واسع لكن بالنسبة لمواطنين ولدوا بعد عام 1979 يشعر سعوديون كُثر بالاستياء من الكيفية التي استخدم بها الدين لحرمانهم من الاستمتاع بحياتهم.

وقال الممثل ناصر القصبي بطل مسلسل العاصوف في تغريدة مخاطبا القرني ”تقول بكل شجاعة أعتذر .. اعتذارك هذا لا يكفي لأن الثمن كان باهظاً“.

واتفق معه شاب سعودي واصفا الاعتذار بأنه ”متأخر جدا وقاصر جدا“.

 

وأثناء تناول وجبات السحور في ليالي رمضان وتحت وسم ”ذكروا الأجيال بأفعال الصحوة“ على تويتر، يسرد السعوديون روايات عن المحرمات التي فرضها رجال الدين سواء المرتبطون بالدولة أو المستقلون ظاهريا.

 

وقال الأستاذ الجامعي عبد السلام الوايل في تغريدة على تويتر ”الاعتذار يعني طي صفحة هذه التجربة وعدم عودتها مرة اخرى... لكن الاعتذار يختلف عن القفز من مركب غارق“.

وعلق فيصل عباس رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز التي تصدر بالانجليزية على تصريح القرني قائلا إنه يجب أن يكون بداية تصحيح ضروري للمسار.

 

ودعا البعض إلى التحلي بالتواضع. وكتبت الروائية بدرية البشر على تويتر ”النبلاء لا يهاجمون المترجلين. والصحوة ترجلت عن حصانها اليوم. الشجاعة ليست في مهاجمة من أداروا ظهورهم أو دارت لهم الدنيا ظهرها. الشجاعة في أن تواجه حاضرك وتتولى مشروعك الخاص الذي كنا نزعم أن الصحوة عطلتنا عنه، إذا كان لديك حقا مشروعا لبناء المستقبل“.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه