مثلما كان العقيد الأخضر معمر القذافي يظهر أمام أنقاض العزيزية، يخطب ويهدد، ظهر الرئيس المقال علي عبد الله صالح، أمام أنقاض منزله المقصوف في صنعاء. يهدد ويناصر الحوثي. لولا صالح، لكانت المواجهة مختلفة مع الحوثي، هو الذي نقض العهد، ولعق الالتزام، وسخر نفوذه في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لخدمة الانقلاب الحوثي، الأصولي، الإمامي، وهو الذي يدعي محاربة الإمامة والرجعية! على كل حال، فإن علي عبد الله صالح، ونجله أحمد، رئيس الحرس الجمهوري، هما مثل عبد الملك وعبد الخالق الحوثي وأبو علي الحاكم، وغيرهم من قادة الجماعة الحوثية «المتخيمنة». مثلهم في الضرر، وفي كونهم بنظر الشرعية الدولية، مطاريد للعدالة، أموالهم مجمدة، وحرياتهم مقيدة، وهذا ليس قرار السعودية ومعها دول التحالف العربي - الإسلامي، بل هو صميم إرادة المجتمع الدولي، عبر القرار الصادر بخصوص اليمن تحت الفصل السابع. ضربات التحالف الدولي، بريا وبحريا وجويا، تستهدف الشوكة العسكرية الحوثية الصالحية، وقصف مدافع الهاون الحوثية لمدينة نجران السعودية، سيجعل، وقد جعل بالفعل، الضربات أكثر شراسة ودقة. لقد استهدفت الطلعات الجوية لقوات التحالف -فقط خلال يومين بعد قصف نجران- صعدة اليمنية، معقل الحوثي، بأكثر من 130 غارة أدت إلى تدمير 100 مركز للحوثيين ومخازن أسلحة ومكاتب ومقرات لـ17 قياديا، كانوا يقفون خلف الهجوم على الحدود السعودية. في الأثناء، التحالف العربي الإسلامي يتمدد ويتعمق، فقد وصلت للقواعد الجوية السعودية، أمس الأحد، طلائع القوة الماليزية المشاركة في «إعادة الأمل». وقبل ذلك وصلت قوات سنغالية للمشاركة، ويجري الآن التنسيق لطبيعة مهام القوات الماليزية والسنغالية. فوق الإضافة العسكرية الاستراتيجية التي يمثلها انضمام هذه القوات، هناك تعميق للشرعية السياسية في العمليات الجارية، فاتساع دائرة التحالف يعني اتساع مساحة الشرعية السياسية الدولية، لمهمة إنقاذ اليمن والتصدي للمخطط الإيراني عبر الوكيل الحوثي المحلي، وحليفه صالح. في كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز، التي ألقاها أمير مكة ومستشار الملك، الأمير خالد الفيصل، أمام المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، جاء الشرح الواضح لدوافع العمل في اليمن. ورد في كلمة الملك سلمان: «من الخطر الأعظم الذي يهدد أمتنا الإسلامية أيضًا، توظيف الطائفية المقيتة لتحقيق أطماع سياسية دنيوية، لا علاقة لها بنصرة الدين والأمة، وإنما تستهدف العدوان على الغير والاستحواذ على حقوقه بالاستقواء والمبالغة، على نحو ما شاهدته دولة اليمن مؤخرًا». وبكلام مباشر قال: «ما كان للمملكة من غرض في (عاصفة الحزم) -التي لقيت تأييدًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا واسعًا- سوى نصرة اليمن الشقيق، والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية، لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصـراع الدامي، على غرار ما طال بعض الدول الأخرى». هذه الأهداف، الملتحفة بغطاء عربي إسلامي دولي، لن يستطيع الحوثي، ولا صالح إعاقتها. انهدم منزل صالح. وتاريخه. *نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"