2016-02-24 

!الرياض- اربيل: حلف جديد على أنقاض آخر

من الرياض فهد معتوق

وصل القنصل السعودي العام عبد المنعم عبد الرحمن بداية هذا الأسبوع إلى اربيل لافتتاح القنصلية السعودية في كردستان أين تم تعيينه كأول قنصل للرياض هناك. حدث  يعد حلقة جديدة وشاهدا على مدى التطور الذي بلغته العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإقليم كردستان العراق. وأيضا  حجر أساس تحالف جديد بين الطرفين يأتي على أنقاض تحالفات أخرى خصوصا بعد قرار المملكة العربية السعودية بمراجعة وتقييم تحالفاتها في المنطقة.

 

لن يكون غريبا القول بان التقارب بين إقليم كردستان العراق والمملكة العربية السعودية يصب في مصلحة البلدين وان بمستويات ودرجات متباينة. ظلك انه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال الحراك الديبلوماسي السعودي النشيط  الذي يهدف وفق القائمين عليه إلى تقييم ومراجعة تحالفات المملكة في المنطقة نتيجة اما التطورات المتسارعة او تغيير مواقف حلفائها وليس أدل على ظللك من قرار المملكة بإيقاف الدعم العسكري للبنان على خلفية عدم إدانة الحكومة اللبنانية للاعتداء على قنصلية السعودية في طهران إلى جانب  التنسيق السعودي ديبلوماسيا وعسكريا مع تركيا فيما يتعلق بالأزمة السورية وخاصة  المساعي السعودية لخلق تحالف عربي قوي قادر على ردع مطامع إيران في المنطقة وحماية استقرارها وهو ما يظهر في قيادة المملكة لتحالف عربي لمكافحة التنظيمات الإرهابية وقيادتها لمناورات إقليمية كبيرة كان أخرها " رعد الشمال" .

ومن هنا فان السعودية وبقيادة الملك سلمان  تبحث عن حلفاء وشركاء جدد في المنطقة يبادلونها نفس الأفكار والطموحات فبعد تصدع العلاقات مع حكومات العراق "المذهبية" المتعاقبة  منذ انهيار صدام حسين وبسبب غياب  يبدو أن المملكة وجدت أخيرا من إقليم كردستان مميزات الحليف التي تخلى عنها العراق وأدار بظهره لعمقه العربي. جغرافيا يمثل إقليم كردستان منفذا للسعودية في العراق خصوصا وأنه يحاذي احد اهم الدول التي تهدد الاستقرار في المنطقة وهي إيران . يقول الكاتب انس الشيخ مظهر في هذا السياق في مقال له في  شبكة رووداو الإعلامية    أن "  المملكة ترى في كردستان طرفا سياسيا مهما في المعادلة العراقية التي تفتقر الآن لطرف سني مؤثر على القرار الحكومي يكون له القدرة على لعب دور مهم في رجحان كفة الميزان , بعد تشتت الأحزاب العربية السنية سواء داخل العملية السياسية أو خارجها , ناهيك عن الموقع الجغرافي المهم لكردستان والذي يحاذي إيران وسوريا من جهتيه ".

من جانبه سيكون لاقليم كردستان فرصة تاريخية لاستغلال الأوضاع المتأزمة في سوريا ولبنان لاستقطاب السياح الخليجيين إلى معالمها التاريخية ومقوماتها السياحية الكبيرة إضافة إلا أنها ستجد في المملكة  حليفا قويا عسكريا وسياسيا وإقليميا يمكن أن يساعدها في تطوير وتوسيع علاقاتها مع بقية بلدان المنطقة والبحث عن أسواق تجارية وحلول لازمتها الاقتصادية وهو ما تعهدت به المملكة  حيث نقلت " روسيا اليوم" عن القنصل السعودي في كردستان العراق عبد المنعم عبد الرحمن صالح أن الرياض لن تتخلى عن الإقليم في الظروف التي يمر بها حاليا. "مؤكدا أن العمل جار لزيادة التبادل التجاري بين الجانبين."

 

ليس من الصعب التنبؤ بان الحلف الكردي السعودي سيكون له مستقبل كبير في المنطقة وسط الصراعات القائمة وخاصة في ظل الفراغ الكبير الذي تركته الحكومات العراقية في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية. وليس من الصعب أيضا توقع أن ينجح إقليم كردستان في استغلال هذه الفرصة والاعتبار من أخطاء العراق تجاه المملكة ومحيطه العربي.

 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه