2015-10-10 

خلاف داخل إيران بسبب الإتفاق

دويتش فيليه

بعد يومين من التوصل إلى الاتفاق الإطاري في لوزان، وبعد أن نشرت وسائل الإعلام الرسمية والعالمية فرحة الإيرانيين بالإتفاق ، ارتفعت أصوات إعلامية في طهران تنتقد ما توصل إليه وفدهم المفاوض مع مجموعة 5+1. وعلى الرغم من إشادة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالإتفاق الإطاري وكذلك الصحف الرسمية الإ أن المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري لم تعجبه الصفقة. فقد هاجمت صحيفة "كيهان" المحافظة والمعروفة بقربها من آية الله علي خامنئني بلهجة ساخرة الإتفاق قائلة "إنه اتفاق يكسب فيه الجميع: برنامجنا النووي سيزول والعقوبات ستبقى". وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة كيهان والذي يعين مباشرة من المرشد الأعلى "إن اتفاق لوزان يظهر أن الأمور التي قبلت بها إيران واضحة ويمكن التثبت منها، أما ما قبله الطرف الآخر فهو ملتبس وقابل للتأويل"، مضيفا "أن الاتفاق يتحدث عن تعليق العقوبات وليس رفعها". ويبدو أن الخلاف المستتر بين المرشد والحرس الثوري والمحافظين من جهة وبين المعتدلين والأصوليين وروحاني وحكومته من جهة أخرى أخذ يتسرب إلى وسائل الإعلام التي بدأت بطرح العديد من الأسئلة أمس السبت بشأن الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي، وخصوصا بشأن الجدول الزمني الذي لا يزال غير واضح لرفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني. فبينما أشادت الصحف الإصلاحية والمعتدلة بعمل المفاوضين الإيرانيين بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وأبدت الصحف المحافظة شكوكها في النتائج التي تحققت في سويسرا مستفيدة من صمت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في هذا الملف. ولفتت وكالة فارس إلى الاختلافات بين النص المقدم من الوفد الإيراني ونص وزارة الخارجية الأميركية. ويبدو أن الاستقبال الحافل الذي قوبل به محمد جواد ظريف وفريقه المفاوض لدى عودتهم من لوزان. والذي رَفع فيه ظريف على الأكتاف كان يخفي وراءه حساب عسير خباءه له المحافظون التقليدون الذين وقفوا له بالمرصاد. حيث هاجم منصور حاجيغتبور نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أن المفاوضين تجاوزوا صلاحياتهم. ونقلت عنه وكالة تسنيم قوله "لقد منحنا إمكان إجراء عمليات تفتيش غربية لمنشآتنا العسكرية والبروتكول الإضافي (لمنع الانتشار النووي)، في حين أن القرارات بشأن هذه المسائل هي من اختصاص البرلمان". ولم يكن الإيرانيون وحدهم من لديه تحفظات حول مسألة رفع العقوبات، لكن من زاوية مخالفة تماما. فقد اعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة أن هذه المسألة "نقطة لا تزال معقدة جدا" و"لم تتم تسويتها تماما". بيد أن رد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يتأخر حين أكد أن العقوبات الأميركية سترفع "على مراحل"، تعتمد على مدى احترام طهران لالتزاماتها في الاتفاق النهائي المقرر إبرامه بحلول نهاية يونيو القادم.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه