تقدم الحوثيون المسلحون في عدن، العاصمة المؤقتة للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، اللاجئ في الرياض منذ إندلاع عملية عاصفة الحزم التي يشنها تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وبرغم القصف الجوي المتواصل للمدينة احرزت القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والمسلحون الحوثيون تقدما في المعلا، في وسط عدن، وسيطروا في الساعة الثالثة (منتصف الليل تغ) على مقر الادارة المحلية وضمنها مكتب المحافظ، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وكان قد انسحب مسلحو جماعة الحوثي فجر الجمعة من قصر الرئاسة بالمدينة الجنوبية، تحت ضغط قصف القوات الجوية التابعة للتحالف. وأفادت وكالة رويترز باشتباك مقاتلون حوثيون ووحدات الجيش المتحالفة معهم مع ميليشيات محلية في مدينة عدن بجنوب اليمن يوم الأحد وقال شهود عيان إن أحد الأحياء القريبة من ميناء المدينة شهد معارك ضارية وقصفا عنيفا. وتقاتل قوات الحوثي للسيطرة على عدن آخر معقل للمقاتلين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية حيث تقدمت إلى مركز المدينة رغم الغارات الجوية المستمرة منذ 11 يوما التي ينفذها تحالف تقوده السعودية وتشارك فيه طائرات اغلبها من دول الخليج العربية. وقال شهود عيان للفرنسية إن المتمردين قصفوا وأضرموا النار أثناء تقدمهم في عدن، بينما نقلت الوكالة ذاتها عن سكان للمدينة استغاثتهم من القصف الجوي للتحالف، والذي اجبر الكثير منهم الخروج من منازلهم. وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في أسبوعين من القتال في اليمن. وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة بغرض توصيل مساعدات، لكن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري قال في إيجازه اليومي مساء الأحد "تم تحديد رحلة للصليب الأحمر عند التاسعة صباح اليوم لكن لم يحضر احد (...) وطلبوا تاجيل الرحلة". على الصعيد الدبلوماسي، لم تتخذ السعودية موقفا رسميا حيال طلب روسيا التوصل إلى هدنة إنسانية من خلال مشروع قرار قدمته الى مجلس الأمن الدولي. وأعلنت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي الأردنية دينا قعوار أن دول المجلس بحاجة إلى "وقت للتفكير" في مشروع القرار. ويشارك الأردن في التحالف العربي الذي يضم تسع دول للدفاع عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. إلى ذلك، تعمل السلطات السعودية المختصة على إزالة 96 قرية مهجورة على الحدود مع اليمن خشية تحولها الى اوكار للمتسللين. وأكدت صحيفة "الحياة" أن هذ القرى خالية من سكانها البالغ عددهم 15 الف نسمة أثر نقلهم إلى اسكان الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد المعارك مع الحوثيين العام 2009. وأشار إلى أن عناصر حرس الحدود "يقومون يوميا بمهمات تفتيش وتمشيط أمنية واسعة للمنازل على الشريط الحدودي". يذكر أن ثلاثة من عناصر حرس الحدود السعوديين قتلوا في اطلاق نار مصدره الاراضي اليمنية الاربعاء والجمعة اثناء تواجدهم في مركز الحصن في منطقة عسير جنوب غرب المملكة. وقال عضو كبير في حركة الحوثي إن الحوثيين مستعدون لإجراء محادثات سلام إذا توقفت الضربات الجوية التي تقودها السعودية وأشرفت عليها أطراف "ليس لها مواقف عدائية".