يمضي الإعلام المحلي التلفزيوني برتابة ألقت بضلالها عليه تركز التغطيات اليومية المحلية في نشرة رسمية واحدة تبثها القناة الأولى منذ سنوات طويلة دون تطوير للمحتوى أو تجديد الطرح، وصياغة الخبر، والمتابعة اليومية. المنجزات الوطنية التي تتجاوز ماتبثه وكالة الأنباء السعودية من أخبار و تغطيات رسمية بعيدة عن التحول المجتمعي والحراك اليومي الذب تمر به كل أنحاء المملكة، وهو عمل لايمكن تجاهل المجهود الذي يبذله فريقها في المناسبات الكبرى كان آخرها قمم مكة.
حاولت روتانا أن تقدم تناول للشأن السعودي ببرنامج " أخبار المملكة" لكنها لم تستمر وقبلها قدمت اوربت قبل 15 عاماً برنامج " من الرياض" قدمه الراحل سعود الدوسري و إيمان المنديل حين كانت القناة سيدة المشهد الإعلامي حتى توقف البرنامج ودخلت القناة في أزمات مالية متتالية.
وعملت قناة الإخبارية في محاولة الطرح المحلي خاصة في عهد رئيسها الأسبق محمد التونسي ثم خرج، وانتهت المرحلة بنجاح لم يتكرر حتى اليوم.
في السنوات الأربع الأخيرة مارست MBC نشاطا كبيرا و تركيزا على عمق سوقها الأول وخصصت نشرتها الرئيسية الوحيدة للداخل السعودي و توسعت في برنامجها الأسبوعي MBC في أسبوع للمحافظات و الميزات و المواقع والأنشطة.
اليوم الساحة مفتوحة و الميدان مشاع لعملاقي الفضاء العربي مجموعتي MBC و روتانا فما زالت هناك حاجة لم تشبع للمتابع السعودي عن قضية أو مشكلة أو حتى حدث عابر.
الساعة الثامنة مساء وقت ذهبي لم يجد المتابع السعودي الا برامج توك شو تحاول أن تحل قضية أو تنصر مضلوم أو تبرئ ساحة جهة متهمة وربما تناولت شأنا أثار ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن مازالت الحاجة كبيرة لبرنامج ينقل الحدث بعيداً عن الرسمية و إدارات العلاقات العامة في الجهات كافة، ينزل المراسل و المصور للميدان، يتابعان سير الحياة في مدينة، و يتجولان في دائرة خدمية، و يتابعان حل مشكلة في جهة خدمية، و يسانده برنامج بدعم رسمي يلتقي المواطنين في الجهات الحكومية مستعيدا ماضي برنامج " مع الناس" للراحل سليمان العيسى .
الإعلام المحترف صانع للحدث، وليس تابع لنشطاء تويتريون أو سنابيون، ولعل بني المهنة يذكرون عمق الطرح الصحافي في الصحف الورقية حين كانت تتنافس عكاظ والمدينة والإقتصادية في تحقيقات استقصائية، وتطرح الرياض قضايا اجتماعية وتتشارك مع الجزيرة في استطلاعات وتقارير ميدانية.
اليوم يقف على هرم هيئة الإذاعة والتليفزيون داوود الشريان الصحافي المخضرم، و يقابله في مجموعة MBC السعودية رئيس تحرير الميدان الصحافي وملك " مانشيتاته" محمد التونسي، ويوجد فيها كذاك الصحافي المحترف، مدير الأخبار مساعد الثبيتي، ويتحرك فريق شبابي في روتانا خليجية يسعى لفرض حضوره و عمله.
الرهان هذا العامين كبير والمجال فيه متاح لمن يفرض حضوره في الشارع السعودي، ويكسب تحدي جذب المشاهدين في الطرح والتناول والمتابعة، والحوارات المثرية للأحداث.