في السعودية: هل يعود مسرح التلفزيون من جديد؟

من الطبيعي أن يهجر الفنَّانون السعوديون التلفزيون بعد إلغاء مسرحه الذي كان حلقة الوصل بينهم. هذا المسرح الذي وقف عليه ( عتاولة ) الفن منذ إنشائه، لن ينسى فوزي محسون على سندي طلال مداح محمد عبده أبو بكر سالم علي عبدالكريم محمد عمر عبادي الجوهر وغيرهم. لعل آخر من غنى فيه كان الفنان عبدالمجيد عبدالله ثم بعدها ألغي، في عام 84، وذلك دون معرفة الأسباب، ما نتج عنه تسريح كافة الموسيقيين، آنذالك وتحويلهم على وظائف في الوزارة . والعودة إلى دور التلفزيون في احتواء الفن على استحياء حاولت شركة فنون الجزيرة إنعاش النشاط الفني، حينما سجلت جلسات غنائية عبر إنتاجها برنامج ( ليلة سعودية ) شارك فيها فنانون الشركة. لكن مثل تلك البرامج هي فترة إنعاش قصيرة ثم تنتهي وتختفي دون معرفة مصيرها كما حدث ايضا انتاج جلسات الدانه التي فشلت قبل أن تبث ولو فتح هذا الملف من المتوقع ان يحمل مفاجآت لا تخطر على بال أي شخص. مع مرور السنوات ظهرت أجيال من الفنانين تبنت دعمهم بعض القطاعات الخاصة ومنحتهم فرصة الانتشار من خلال إنتاجها لبرامج وحفلات وجلسات فنية احتفظت بأرشيف غنائي ضخم مثل الأوربت و ( art5) و الام بي سي دعماً حقيقيا لهذه الأجيال في الوقت الذي تخلى عنهم التلفزيون وكأن وجودهم على شاشته سيفتح عليه أبواب جهنم. في الوقت الذي يعرف المسؤولين في هذا الجهاز المعقد بان الفنان السعودي عبارة عن وزارة إعلام متنقلة يجوب العالم يحمل أجمل رسالة ثقافية وفنية من خلال نشر تراث بلده وتعريف العالم عن حضارة المملكة العربية السعودية وتعريفهم عن البيئة السعودية عبر الألوان الغنائية والشعر دون تعقيد. نجح الفنان السعودي في جذب العالم بحب وسلام برسالته الحقيقية بعد أن فشلت رسائل حملت معها العنف والاقصاء والترهيب لبعض التيارات لدينا. رغم كل هذا العقوق الذي يعاني منه الفنان السعودي داخل مجتمعه ومن تلفزيون بلده إلا أنه يتواجد حينما يكون هناك موقف يتطلب منه الحضور والمشاركة في المناسبات الوطنية وهناك أمثلة كثر في مواقف لبى فيها الفنانون النداء، لعل أزمة الخليج الاولى دونت أسمائهم في صفحتها للتاريخ . الآن على وزير الاعلام الشاب عادل الطريفي مسؤولية كبيرة في عملية إعادة التوازن داخل جهاز التلفزيون، ومنح الفنان السعودي حقوقه المشروعة كمواطن سعودي، وإعادة مسرح التلفزيون إلى ما كان في السابق، وعدم الالتفات للأصوات المناوئة للفنون. هل يفعلها الوزير الطريفي في فترة وجوده، وتحسب له على مدى التاريخ ؟!