2015-10-10 

لقاء كامب ديفيد رسالة طمأنينة أم تحذير

من القاهرة، حسين وهبه

أثارت دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لقادة دول مجلس التعاون الخليجي ولقاؤه المرتقب معهم في معسكر كامب ديفيد ردود أفعال مختلفة، خاصة بعدما وصف الإتفاق الإطاري مع إيران في لوزان بالتاريخي. وتأتي ردود الأفعال بعد دعوة أوباما لقادة الخليج للتباحث والحوار خلال فصل الربيع من العام الحالي ، والذي أثار ردود فعل بشأن اللقاء ، ومالمنتظر أن يقولوه أوباما لقادة دول الخليج، هل هو تحذير أم رسالة طمانينة. وكان أوباما قد أكد الأسبوع الماضي إنه سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول من الاتفاق النووي مع إيران. وتعكس تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن أمن بلدان الخليج في الولايات المتحدة والدعم الأمريكي لدول المجلس في مواجهة أي إعتداء، وتحذيرات من التدخل البري في اليمن ، أبرز مايتوقعه المحللون من هذا اللقاء. ووصف أوباما لقائه بشيوخ دول مجلس التعاول بأنه "حوار صعب" مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج . وأكد في مقابلة مع توماس فريدمان الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت يوم الأحد 5 أبريل ، أنه سيعد خلال الحوار بتقديم دعم أمريكي قوي ضد الأعداء الخارجيين،ولكنه سيقول لهم إن عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية.، وفي الوقت ذاته سيحذر الدول الصديقة أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الإقليمية، وفقًا لبي بي سي. وأضاف أوباما "أعتقد أنه عند التفكير بما يحدث في سوريا على سبيل المثال، فهناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء، متسألًا : لماذا لا نرى عربا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان أو أن يقاتلوا ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟". وقال أوباما إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، ويريد طمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج. واوضح "هذا ربما يخفف بعضا من مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر أكثر مع الإيرانيين". وقال: لذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل "كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئا آخر يختارونه غير (تنظيم الدولة الإسلامية)". وتعهد أوباما وفقًا لروسيا اليوم أن تواصل الولايات المتحدة التعاون مع شركائها لمواجهة الأنشطة الإيرانية "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، وذلك بعد أيام على التوصل إلى اتفاق إطار حول البرنامج النووي الإيراني. وخلال مكالمة هاتفية مع سلطان عمان قابوس بن سعيد وفقًا لبي بي سي، وعد أوباما ب"العمل مع عمان وشركاء إقليميين آخرين لمواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة". ومن جهة أخرى قال أوباما في مقابلة مع اذاعة "ان بي ار" الأميركية العامة:"سأعتبره فشلا من جانبي، فشلا جذريا لرئاستي، إذا أصبحت إسرائيل أضعف خلال عهدي أو نتيجة لعمل قمت به". وأضاف الرئيس الأمريكي "لن يشكل فشلا استراتيجيا فحسب، بل أعتقد أنه سيكون فشلا أخلاقيا". وأكد أوباما أنه لا يمكن لأي خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أن يؤدي إلى كسر الرابط الذي يجمعهما. وفي السياق نفسه أعلن أوباما أنه لا يمكن مطالبة طهران بأن تعترف بدولة إسرائيل في إطار الاتفاق النهائي المفترض إبرامه حول البرنامج النووي الإيراني، معتبرا أن مثل هكذا طلب ينطوي على "خطأ جوهري في التقدير". و شدد الرئيس الأميركي على وجوب أن تكف إيران عن تهديد إسرائيل وعن الانغماس في نزاعات في الشرق الأوسط، حرص على الفصل بين دور إيران الإقليمي والاتفاق المرحلي حول برنامجها النووي الذي تم إبرامه في لوزان الخميس الماضي. وقال "نحن لا نريد أن تحصل إيران على السلاح الذري لأننا تحديدا لا يمكن أن نتوقع طبيعة التغيير في النظام". وأضاف "إذا تحولت إيران فجأة إلى بلد شبيه بألمانيا أو السويد أو فرنسا، عندها ستكون هناك محادثات ذات طابع مختلف حول بنيتها التحتية النووية. ورأت بعض الصحف أن تصريحات أوباما "رسالة تحذير" لقادة تلك الدول، من الوضع الداخلي في بلادهم، بينما رأها البعض رسالة طمأنة للإتفاق مع إيران. وتباينت عنواين الصحف العربية بهذا الحوار ، ونتائجه فصحيفة عكاظ السعودية قالت إن المباحثات ستتناول "المخاوف بشأن الاتفاق النووي مع إيران". وانتقدت صحيفة الصباح العراقية التغطية الخليجية لتصريحات أوباما، قائلة إنها "تعاملت معها بشيء من التقليل لحدتها". وقالت الصحيفة في عنوانها: "أوباما لدول الخليج: السخط داخل بلادكم أخطر عليكم من إيران." وقالت صحيفة السفير اللبنانية إن أوباما "وجّه رسالة تحذير مباشرة إلى دول مجلس التعاون الخليجي"، معتبرة أن أكبر خطر يتهدد الحكام الخليجيين "حالة الغضب داخل بلادهم" وليس التعرض لهجوم محتمل من إيران. وكتب الأمير الأردني الحسن بن طلال مقالا نُشر في عدد من الصحف المحلية الأردنية، قال فيه إن "عاصفة الحزم بحاجة إلى مبادرة سياسية للبناء، وإعادة إطلاق قوة المجتمع وفق احترام الجميع والابتعاد عن تصنيفات المذهب والعقيدة واحترام مكونات المجتمع." وشدد زهير ماجد في مقاله بجريدة الوطن العمانية على ضرورة التوصل لحل سياسي، إذ أن " كل النزاعات تنتهي بحل واحد هو الحوار." وفي المقابل، عبّرت الصحف السعودية عن الموقف الرسمي للمملكة الذي رأى في عملية "عاصفة الحزم" إغاثة لليمنيين. وقالت صحيفة الرياض في عنوانها: "المملكة لا تدعو للحرب.. و'عاصفة الحزم' جاءت لإغاثة بلد جار."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه