عاد الإكتتاب العام لشركة أرامكو إلى واجهة الأحداث من جديد، حيث تشير التوقعات والتقارير إلى أن العام المقبل قد يكون الموعد الذي إختارته السعودية لهذا الحدث المرتقب.
موقع seeking alpha أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن عدد من المؤشرات المتعلقة بالسوق وبالشركة العملاقة تذهب في إتجاه أن يكون العام المقبل الموعد الذي إنتظره الجميع لرؤية الإكتتاب التاريخي على أرض الواقع.
ويشير التقرير كانت شركة النفط السعودية قد أرجأت في وقت سابق طرحها الأولي في عام 2018 ، لكن نشرات الأرباح الأخيرة التي أظهرت أن أرباح عام 2018 بلغت 111 مليار دولار تثير تكهنات بأن الاكتتاب الذي طال انتظاره قد يمضي قدما في أوائل العام المقبل.
و في محاولة للإجابة على السؤال" لماذا التأخير ، وما الذي تغير منذ ذلك الحين؟ لا توجد إجابات محددة لأي شخص سوى المطلعين على أرامكو ، لكن السبب الأكثر ترجيحًا كان ولا يزال انخفاض أسعار النفط الذي سيقلص من تقييم وعائدات ما يتوقع أن يكون أضخم إكتتاب في التاريخ.
ويضيف التقرير" أحد الاحتمالات الواضحة هو أن السعوديين يراهنون على ارتفاع أسعار النفط في عام 2020 ، وفقا للوائح الوقود الدولية الجديدة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 1 يناير من العام المقبل. وتفرض لوائح المنظمة البحرية الدولية التي طال انتظارها، انبعاثات منخفضة لجميع عمليات الشحن البحري الدولية على مستوى العالم، وسيتطلب ذلك إما التحول من الوقود الرخيص عالي الكبريت إلى غاز الغاز عالي الكبريت منخفض الكلفة ، أو تركيب أجهزة تنقية الوقود على السفن من أجل تنظيف الانبعاثات. و ستؤدي هذه الخطوة إلى زيادة الطلب على زيت الوقود منخفض الكبريت أكثر فيما تشير التقديرات المتعلقة بمدى تأثير هذه الخطوة على السوق إلى إمكانية حدوث تغييرات كبيرة للوصول إلى سعر200 دولار للبرميل في وقت قصير."
ومما يزيد من فرص التحرك الصعودي في النفط لإنجاح الاكتتاب العام الجديد هو المرونة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في خفض إنتاج النفط ، حيث " لا يزال لدى السعوديين مجال كبير لخفض الإنتاج إذا اختاروا ذلك. وكواحدة من أرخص منتجي النفط في العالم من حيث التكلفة، فإن التخفيضات الكبيرة في الإنتاج سيكون لها تأثير كبير على السعر. السعوديون حقاً لم يخفضوا الإنتاج بشكل كبير منذ أوائل الثمانينيات ، وأحدث أرقام الإنتاج أقل من 14٪ عن أعلى مستوياتها على الإطلاق."
ويشير التقرير إلى سبب آخر يمكن أن يكون أكثر تأثيرا في دعم الاكتتاب العام المقبل، ذلك أنه وفي عام 2017 ، كانت أرباح أرامكو "فقط" 76 مليار دولار، وحينها أشار تقدير الحد الأقصى للسوق وفق إكسون موبيل إلى أن الوضع بمكن أن يسفر عن تقييم بنحو 1.1 تريليون دولار ، أي ما يزيد قليلاً عن نصف الهدف الذي وضعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو ما كان غير مقبول على الإطلاق.
أما الآن و بعد أن زادت أرامكو أرباحها لعام 2018 إلى 111 مليار دولار ، فإنها تزيد من القيمة السوقية لها قبل الاكتتاب المرتقب.
و إلى جانب إرتفاع أرباح أرامكو وقدرتها على مزيد تخفيض الانتاج ولوائح المنظمة البحرية الدولية في 2020 ، فإن اجراء الاكتتاب العام المقبل سيكون مرتبطا زمنيا بموعد الانتخابات الأمريكية القادمة. وقد يكون هذا أيضًا أمرًا مهمًا بالنسبة لسعر النفط على المدى الطويل وفق التقرير ، لأنه إذا أعيد انتخاب الرئيس ترامب ، فمن المرجح أن تحفاظ أرامكو على أرباح 2019 أعلى من 100 مليار دولار .