تواصل طهران سعيها الحثيث من أجل تسويق موقفها من الصراع في اليمن دوليا، إذ استقبلت العاصمة الإيرانية طهران أمس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برغم تصريحاته شديدة اللهجة ضدها. فيما يصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى باكستان يوم الأربعاء ومن المرجح أن يدعو لرفض طلب للانضمام إلى الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، بحسب وكالة رويترز. وتسعى الرياض من جهتها منذ فبراير الماضي لإنشاء تحالف سني يواجه التمدد الإيراني في المنطقة، في ظل التقارب الأمريكي الإيراني، والذي قد يفضي إلى فك الحصار الاقتصادي والسياسي عن طهران دوليا. وإذ تبدو أغلب تحركات طهران في اتجاه الدول التي قد تشكل هذا التحالف، وتقديم الكثير من الوعود الاقتصادية، في ضوء ترقب رفع الحظر الاقتصادي المفروض دوليا على طهران بإتمام الاتفاق النووي مع الغرب مع حلول نهاية يونيو المقبل. ولعل أبرز ما تمتلكه إيران في الملف الاقتصادي هو الغاز الطبيعي الذي تأممل أنقره في استمرار ضخه، بل وزيادته مع تخفيض تكلفته، وهو الأمر الذي كان مثار نزاع بين البلدين السنوات الأخيرة. واقترحت إيران بناء خط أنابيب لتصدير الغاز إلى باكستان المتعطشة للغاز وهو مشروع تأجل بسبب تهديد العقوبات الأمريكية وافتقار باكستان إلى الأموال والمستثمرين، بحسب وكالة رويترز. وبادرت باكستان بإبداء استعدادها للمشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويشن ضربات على مواقع تقول أنها تابعة للحوثيين ولقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فور بدء الحملة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني شريف إنه سيدافع عن "سلامة أراضي" السعودية دون أن ينطق بالتزامات محددة. غير أنه توقع مراقبون أن باكستان الحليف القديم للمملكة ستتردد كثيرا قبل اتخاذ هذه الخطوة، إذ تعاني من توترات داخلية ذات بعد طائفي بالفعل، فيما يشكل الشيعة 20% من تكوين الجيش الباكستاني. وتريد السعودية أن تنضم باكستان حليفتها السنية القوية للتحالف وقد طلبت طائرات وسفنا وجنودا من إسلام آباد. وبدأ البرلمان الباكستاني مناقشة الطلب يوم الاثنين واتحد المشرعون على أنه لا ينبغي أن ترسل باكستان قوات للسعودية للقتال في اليمن. وعلى الرغم من أن هناك جماعات عديدة في الصراع المعقد باليمن يخشى المشرعون الباكستانيون من أن يتطور الصراع إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران مما يشعل توترا طائفيا قائما بالفعل داخل البلاد. وتشترك باكستان في حدود طويلة يسهل اختراقها مع إيران عند إقليم بلوخستان الغني بالغاز والمعادن حيث يقاتل متمردون انفصاليون الحكومة منذ سنوات. قيما أعلن رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف الثلاثاء أن بلاده "غير متعجلة" لاتخاذ قرار حول مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، وذلك قبل جولة من النشاط الدبلوماسي حول الأزمة بمشاركة إيران وتركيا. وقال شريف في جلسة استثنائية للبرلمان لبحث الأزمة اليمنية، أنه يعتقد أن الجهود الدبلوماسية التي من المقرر أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة ستسفر عن نتائج. ورحبت باكستان باتفاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني على إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية. وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشئون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز إن باكستان ترحب بالجهود السياسية المبذولة للحل السلمي للأزمة اليمنية.