قديما قالت العرب: (قيمة كل امرئ مايتقنه ).. وكان العرب يقصدون بهذا المثل ان الناس تقدر إتقان الشخص لعمل ما يعرف به ويتميز بالاتقان فيه حتى بين منافسيه في نفس الأمر.
لسنوات عديدة كنت مثل غيري من عشاق السينما أتابع بشغف وإعجاب افلام(الكاتب ) و(المصور) و(المخرج) و(المنتج ) الأمريكي ( كريستوفر نولان) والذي يدهشك (الحوار) الذي يصيغه كتابة و(الصورة ) التي يرسمها اخراجا ويذهلك ب(المشهد ) الذي يسحرك فيه ببراعة الإتقان وجودة الفن(السابع ).
هناك أناس مثل كريستوفر نولان يتقنون أدوارهم أينما حلوا..ويملؤن أماكنهم أينما وجدوا...من أولئك الأشخاص الذين لا أظن أنهم سيتكررون معالي المستشار تركي ال الشيخ....كثير من الاعمال العسكرية والإدارية تولاها الرجل منذ تخرجه من كلية الملك فهد الأمنية عام 2002...إلى أن كان العام 2015حيث تم تعيينه مطلع العام مستشارا في الديوان الملكي.
الجميع يجمعون على ان الاعمال التي يتولاها الرجل يطاردها النجاح بتفاصيله كل لحظة سواء اكانت تلك الاعمال داخل السعودية ام خارجها. ....يوم تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالسعودية تكللت الخطة التي وضعها من اجل وصول المنتخب السعودي إلى كأس العالم بالنجاح.
وقبل ذلك بسنوات كانت الرياضة المصرية قد ماتت اكلينيكيا بعد مجزرة مباراة (المصري البورسعيدي×الأهلي ) عندما قتل 72شخصا من الجماهير مما تسبب في إلغاء الأنشطة الرياضية ودخول الجماهير للملاعب المصرية...لكن الاستثمار الرياضي الذي رعاه تركي ال الشيخ أخرج الرياضة المصرية من المأساة التي اصابتها سواء بصفته الشخصية او بصفته رئيسا للاتحاد العربي لكرة القدم حيث وعد واوفى ان تقوم الرياضة المصرية من كبوتها وقام بضخ مئات الملايين لتعود الفرحة إلى الشعب المصري الذي يعشق كرة القدم...حتى أصبح الشخصية الرياضية واسعة التأثير في العالم العربي.
وعندما رأى فيه بعض المصريين الشخص الذي نافس استثماراتهم الرياضية بل واصبح الشخصية الرياضية الأكثر شهرة في مصر لم يرضى لنفسه ان يكون محل انقسام بين المصريين وقام بسحب استثماراته الرياضية من هناك ليحولها إلى إسبانيا حيث لابيروقراطية تقف في وجه كل نجاح كما حصل مع معاليه في مصر....
معالي المستشار يطارده النجاح كذلك حتى في الشؤون الإعلامية. ..قبل ان نصل إلى النجاح الاستثنائي الذي أدخله على المجتمع السعودي في مجال الترفيه..لقد كان خصومه يظنون أنه سينتهي إعلاميا بمجرد انتقاله من العمل الرياضي باستثماراته المتنقلة إلى مجال جديد على الشعب السعودي وهو الهيئة العامة للترفيه..لكن خاب ظنهم . .
قبل سنوات ليست بالكثيرة كان المجتمع السعودي بأكمله يطلق على مهرجان جدة الوصف التالي(جدة غير ) حيث كان السعوديون يقصدون هذه المدينة دون غيرها داخل السعودية لمتابعة نشاطات متنوعة لاتتواجد في غيرها...
.اليوم أصبحت السعودية بأكملها محط أنظار السعوديين والعالم...والذي يدهشك في ذلك أن هذا النجاح قد تحقق في مالايزيد عن 3سنوات...اليوم رواد(موسم الرياض ) في أسابيع قليلة يوازي زوار دبي في شهر او شهرين والمجتمع السعودي بأكمله أصبحت (الرياض )وجهة دائمة له.
كيف يستطيع المستشار تركي ال الشيخ الفوز والتميز في كل المهام التي يتولاها.؟
...في الرياضة كان هو الرياضي الأول تأثيرا في كل الدول العربية بلا استثناء حتى في المغرب العربي كان هو الحاضر في كل المعارك الرياضية حيث أصر على عودة (البطولة العربية للأندية )و(كأس محمد السادس للأندية الأبطال ).
في الاستثمار الإعلامي كان هو الراعي لكل الاحتفالات التي يشارك فيها مئات من الفنانيين والإعلاميين العرب بل كان إصراره على فتح أكاديميات موسيقية ومسرحية في السعودية مثارا للتقدير الكبير من وزارات الثقافة والمهتميين بالشؤون الثقافية في العالم........واليوم في نشاطات هيئة الترفيه هو يذهلنا كل ساعة بأفكار لاتنتهي..الذي يجمع مابين (كريستوفر نولان )و(تركي ال الشيخ )هو تلك القدرة الاستثنائية على إتقان الأعمال مهما تعددت والتي يغلفها -اي القدرة- الكثير من الكاريزما التي يطاردها التوفيق والنجاح أينما حلت وأينما تواجدت. ....إنها مهارات اتفقت معها او اختلفت...هي مهارات لايملكها الا القليلون.