بدأت الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على قرارات بعض الدول لاسيما بعد زيادة التوتر بين روسيا وألمانيا. حيث كشفت ألمانيا أخيرا عن إعادة استخدام 100 دبابة، كانت أُخرجت من الخدمة، في الجيش الألماني، الخطوة التي فسرت على مدى واسع بأنها استعداد لمواجهة محتملة مع روسيا لاسيما بعد اضطراب العلاقات بينهما بعد الأزمة الأوكرانية. وأعلنت وزراة الدفاع الألمانية إنها ستنفق 22 مليون يورو (24 مليون دولار) لزيادة عديد دباباتها إلى 328 دبابة وأكد المتحدث باسم وزراة الدفاع الألمانية يانس فلوسدورف في تقرير نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية، أنه سيعاد شراء 100 دبابة قتالية من نوع (فهد 2) من مؤسسات الصناعات الدفاعية، التي تحتفظ بهذه الدبابات في مخازنها. وأوضح المتحدث أّن المانيا وضعت ضمان نشر القوات المجهزة بالمعدات الصحيحة في المكان الصحيح وخلال فترة زمنية قصيرة،كأهداف جديدة لتحقيق مرونة في أوقات الرد السريع. وأشار فلوسدورف إلى أنّ عملية تحديث هذه الدبابات سيبدأ عام 2017موها إلى انّ الدبابات بيعت إلى مؤسسات صناعية كجزء من برنامج تخفيض النفقات الدفاعية بعد الحرب الباردة. وتأتي هذه الخطوة معاكسة لقرار اتخذته ألمانيا قبل أربع سنوات بتخفيض عدد الدبابات الألمانية من 350 إلى 225 دبابة. وتجدر الاشارة إلى أنه في فبراير الماضي وافق مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على تشكيل قوة تدخل سريع استجابة للتحديات التي تفرضها الأزمة الأوكرانية والتطرف الإسلامي. اتفق وزراء دفاع حلف الناتو على أكثر من مضاعفة حجم قوة الرد السريع للحلف. ونُظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة على أن حلف الناتو يعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وارسال قواتها العسكرية في شرق أوكرانيا بوصفها أكثر من أزمة مؤقتة. وفي السياق ذاته تناقلت وسائل إعلام غربية معلومات تفيد بقرار اتخذه الناتو يقضي بخفض عدد أعضاء البعثة الروسية لديه من أكثر من 50 شخصا إلى 30. بحسب روسيا اليوم وسيكون على الدبلوماسيين الروس مغادرة بروكسل في الشهور القليلة القادمة. وهو ماتنقتده الخارجية الروسية بشدة حيث أكد نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف ،الجمعة، أنّ قرار حلف الناتو بتقليص عدد أعضاء البعثة الروسية لديه يذكر بزمن الحرب الباردة. وقال ميشكوف: "هذا قرار غريب تفوح منه رائحة أوقات الحرب الباردة". وتجدر الاشارة إلى أنّ الغرب يتهم روسيا بالتعدي على أوكرانيا وضم كريميا بشكل غير مشروع بينما ترفض موسكو هذا الادعاء قائلة أنها فقط ترد على أزمة أثارها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتضمن مصالحها في مواجهة توسع حلف الناتو.