بالتوازي مع الاصلاحات الإقتصادية الجريئة التي تحققت، تشهد السعودية إنفتاحا ثقافيا وإجتماعيا ملحوظا يمكن ملاحظته في شوارع المملكة.
صحيفة الجارديان أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت يمكن ملاحظة التغييرات الكبيرة والجذرية في السعودية في شوارع المملكة.
وأضافت "تجلس كل ريان ومها على الأرض ، وحقائبهما المدرسية بجانبهما وهما تستمتتعان بالاستماع لأغاني البوب عبر هواتفهما الذكية رغم أن الوقت كان حينها مخصصا للدوام المدرسي ."
وتابع التقرير " كانت الفتاتين مكشوفتي الرأس وتردتديان عبايات بأزرار قليل.. وكان يمكن ملاحظة أن هذا المشهد في مركز تجاري في السعودية أصبح عاديا ومألوفا حيث يسير رجلين سعوديين دون اي إهتمام بجلوس الفتاتين على الأرض، وكان رجل برازيلي يسير أماهما مرتديا سروالا قصيرا وتظهر على جسده أشكال مختلفة من الوشم ."
وقالت مها البالغة من العمر 16 عاماً: "يمكنني أن أفعل ما أريد. اننا في بلد حر الآن ، ألا تعرف ذلك؟"
ويشير التقرير " بالنسبة للمراهقين ، يبدو أن التغيب عن المدرسة هو حركة رمزية للشباب السعودي يقصد بها التعبير عن ممارسة الحرية التي تم اكتشافها حديثًا...إن استعداد فتاتين "لمقاطعة الصف المدرسي" علنًا يؤكد حدوث تغيير جذري واوسع في المملكة."
وقالت ريان التي تبلغ من العمر17 عاماً: "صحيح أنني لم أفعل هذا منذ فترة .. الآن لا أكترث بشأن أحد (الشرطة الدينية أو أي شخص آخر)، باستثناء والدي. "
و يتابع التقرير " بعد مرور عامين من إعلان برنامج إصلاحي يهدف إلى تنويع الاقتصاد وترسيخ الانفتاح الاجتماعي، يبدو أن ارتداء الملابس وكيفية التصرف أمرًا في غاية الأهمية.. خاصة بعد أن تم تعديل قوانين اللباس للسكان المحليين و التخلي عنها بالنسبة للأجانب ، وتم إلغاء القوانين التي تقيد تنقل النساء ، اللواتي أصبح بإمكانهن حضانة الأطفال وتسجيل المواليد الجدد والاطلاع على حكم الطلاق كما تم إنهاء الفصل بين الرجال والنساء."
ويضيف التقرير " السعودية أصبحت منفتحة على الجميع.. المصارعون والرياضيون الدوليون وأشهر الفنانين العالميين والمغنين المحليين وأبطال الملاكمة بما في ذلك بطل العالم للوزن الثقيل آندي رويز جونيور ، الذي يواجه يوم السبت البريطاني أنتوني جوشوا في مباراة ثأرية في الدرعية في إطار حدث ترفيهي يشارك فيه عدد من أشهر الفنانيين في رسالة مفادها إن ما كان محظورا ذات يوم هو الآن موضع ترحيب في السعودية".
ويضيف التقرير " لقد كان التحول الثقافي ، الذي بدأ بثبات منذ أواخر عام 2017 ، مذهلاً ، خاصة في الرياض وجدة ، حيث احتضنت المدينتان عشرات الفعاليات الترفيهية والثقافية ."
وفي هذا السياق قالت منيرة سلمان ، التي افتتحت مقهى ، في إحدى ضواحي الرياض قبل ثلاث سنوات ، واستضافت يوم الخميس منتدى لتمكين المرأة شاركت فيه أكثر من 15 من النساء الأجنبيات اللواتي تحدثن عن إطلاق مؤسسة جديدة ، وعن موضوع تمكين المرأة السعودية " "لم أكن أعتقد يوما أن هذا سيحصل .. لو حاولت تنظيم مثل هذا التجمع في وقت سابق لمنعت من ذلك... لكن الآن هذا منتدى للجميع. ولا يمكن أن أكون أكثر سعادة. أحيانًا يأتي بعض الحرفاء ويشتكون من نوع الموسيقى أو الاختلاط ، لكنني أخبرهم أن الأمور قد تغيرت ".
وكان من بين المجموعة المشاركة في المنتدى مدربة تنمية بشرية سعودية تدعى بيان الحازمي ، وتبلغ من العمر 29 سنة. وكانت تقضي أسبوعًا واحدًا في الشهر في الدراسة في لندن وبقية وقتها في العمل على دورات تدريبية حديثة تأمل أن تصبح كا تغهله مهنة."
قالت: "لم يفهم الناس الفرق بين العلاج والتدريب في البداية.. لكن بمجرد أن تشرح لهم ، فهم يتفهمون ذلك. أعتقد أن الأمر سيكون نفسه مع الأشخاص الذين يرفضون التغييرات الثقافية. عندما يرون الناس يأتون إلى هنا ويحترمون عاداتنا ، فإنهم سيقتنعون ويقبلون بالأمر ..يحتاج المحافظون إلى تعلم كيفية التعايش ".