2019-12-20 

تقنية البناء.. استثمارات قوية ومستقبل مبشر

الرياض بوست

كونها واحدة من المجالات الحديثة، فإن تقنية البناء أوجدت مجالا مهنيا مختلفا ومميزا، يضم سلسلة قيمة أكثر قوة وترابطا بالمقارنة بمجالات أخرى. فعالم تقنيات البناء صاعد وواعد للمستثمرين والمطورين به. وتكنولوجيا البناء لم تعد ترفا في وقتنا هذا.

والاستمرار في عمليات التشييد وفقا للنمط التقليدي المستخدم فيه الخرسانة والاسمنت أصبح ينسحب من تحته البساط شيئا فشيئا. وفي المملكة العربية السعودية أصبحت تقنيات البناء ضرورة لمواكبة العصر الجديد وتحدياته، فالحاجة الماسة لتوفير السكن، تفرض البحث عن حلول وأساليب عصرية لتوفيره، كغيره من المنتجات التي تطور استخدامها وتكنولوجيا تقديمها ومفهومها أيضا.

 

سلسلة القيمة في صناعة تقنية البناء تتميز بالترابط كبقية الصناعات، يعززها التوجه العام بقطاع الانشاءات، بالتحول نحو هذه الصناعة وتبنيها. فالتقنيات لم تعد شيئا غير ذي جدوى، وانما لها العديد من المميزات والفوائد التي تحققها للبناء والصناعة والاقتصاد ككل.  ومن مميزاتها رفع مستوى كفاءة المبنى وتطوير القدرة على التخطيط والإنتاجية بشكل أفضل، بالإضافة إلى خفض وقت التنفيذ وتقليل العيوب. وضبط كميات المواد المستخدمة في الإنشاءات وبالتالي تقليل الهدر. والكفاءة العالية في استخدام الموارد وكون التقنية صديقة للبيئة. وتقليل احتمالية وقوع الحوادث في موقع الإنشاء.

 

وهي بذلك تمنح المطور العامل بها فوائد كثيرة، تجعل أعماله أكثر مرونة وتحقق من ورائها جدوى اقتصادية متميزة ترضي حاجته في الاستثمار.

تقنيات البناء تجعل من عملية البناء أكثر سهولة من الطريقة التقليدية التي تستلزم إعداد المواد في موقع البناء. فالتنقيات التي تصنع في مصانع مخصصة ويتم تجميعها في موقع المنشأة، فجعلت من الوحدات المستخدمة لهذه التقنية أكثر تنافسية من التي لم تستخدمها. فالأسعار انخفضت والقوة ازدادت وأصبح المنتج أكثر قدرة على التكيف في السوق بناء على رغبات العميل وقدرته المالية.

 

المملكة العربية السعودية أصبحت واحدة من دول الشرق الأوسط الرائدة في هذا المجال، حيث بدأت التحول في بناء المسكن ليكون ملائمًا للجيل الرابع الذي يعتمد التقنية ويقدم أفضل الحلول للدولة والمواطن ويعمل على إتاحة المسكن للجميع. وينتظر مستقبل تقنية البناء في المملكة الكثير. ومن شأن انتشار مصانع تقنية البناء فيها أن يعد بالمزيد في المجال الاقتصادي، كما سيوفر هذا التوطين كوادر وطنية قادرة على الصناعة والابتكار والتصدير لمختلف دول المنطقة، وينبثق التوسع في تقنيات البناء من "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث وضعت الأساس لهذا التحول ومثلت ركيزة كبيرة للخوض بقوة في هذا المضمار.

 

لذلك، فإن قطاع البناء سيشهد عملية تغيير كبيرة تؤدي إلى إحداث فارق مميز يشعر به المواطن السعودي. ومن شأن الاستثمار بها أن يوجد البيئة الحاضنة لقطاع البناء في المملكة والشرق الأوسط. فالقطاع كبير وضخم ولديه إمكانيات للنمو تعمل "رؤية 2030" على استقراره ودعمه.

 

وتقنيات البناء جعلت سلسلة القيمة والعملية برمتها أفضل من الطريقة التقليدية، وأصبحت لذلك فإنه من المهم والضروري أن يتجه المجتمع السعودي نحو هذه التقنيات وأن يتم تبنيها في كافة المشاريع الحكومية والتوسع فيها في المساكن الخاصة بحيث يتم الانتقال من بناء الجيل الأول التقليدي إلى بناء الجيل الرابع والعصر الحديث والاستفادة من مميزاته.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه