خلال الايام الماضية طغى الشأن اللبناني على الاحداث في عالمنا العربي وتراجعت إلى الخلف بعض الشؤون التي تخص المنطقة حيث صدرت العديد من التقارير التي تتناول المخططات التي ترسمها دويلة قطر ولم تلقى تلك التقارير الضوء الإعلامي الذي تستحقه.
لذلك ساتناول في مقالي هذا الارهاب القطري ومخططاته في أفريقيا وماحمله العام 2019 من إرهاب تلك الدولة للقارة الأفريقية .
بداية اقول ان دعم قطر للإرهابيين والجماعات الارهابية في قارة أفريقيا اصبح ثابتا بموجب تقارير كثيرة نشرتها الاستخبارات الغربية، و تم التأكد منها من خلال التسريبات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز خلال الاسابيع الماضية
وكذلك ما نشرته صحيفة الغارديان من بيان لأسماء الجماعات الظلامية التي يدعمها بنك الريان القطري، وكذلك تقرير التايمز البريطانية الذي كشف تمويل بنك الدوحة لتنظيم القاعدة وفروعه المختلفة في كافة أرجاء العالم.
والسؤال هنا...
لماذا تهتم قطر بتأسيس الجماعات المتطرفة والإرهابية في القارة الأفريقية ؟ وكيف يمكن أن تكون ردود دول القارة على إشاعة قطر «ثقافة الموت» في القارة الأفريقية؟
من خلال معرفتي بعلم الاجتماع السياسي لاحظت من متابعتي للدعم القطري للجماعات الإرهابية في أفريقيا خلال الفترة الماضية ان ذلك الدعم قد أخذ منحى جديداً في الأعوام الثلاثة الماضية من خلال «أنشطة ارهابية» ظاهرها الدعم الإنساني والتعاون مع الحكومات الأفريقية لكن حقيقة الأمر هو دعم كامل للجماعات الإرهابية شمالي وشرقي وغربي القارة الأفريقية مما عزز من «بيئة التطرف» والإرهاب والقتل في القارة حيث استخدمت قطر الكثير من الوسائل وأبرزها سلاح المال والألاعيب السياسية من أجل خلق بيئة ضاغطة على الدول الأفريقية لتقبل بدور قطري يبدو في شكله الخارجي سياسياً أو إنسانياً لكنه ينتهي في كل الاحوال إلي دعم الإرهابيين.
لقد حاولت قطر خداع العالم خلال السنوات الماضية من خلال العمل عبر «شبكة وسطاء» يقومون بدعم المجموعات الإرهابية في أفريقيا، لكن الجديد فيما نشرته تسريبات نيويورك تايمز وغارديان وتايمز أنها وثقت أدلة «تربط مباشرة» بين مسؤولين قطريين ومؤسسات حكومية قطرية بالإرهابيين، فجهاز قطر للاستثمار هو من يستثمر أكثر من 1.5 مليار دولار في شركة الاتصالات الأفريقية.والحقيقة ان
هذه الاستثمارات ما هي إلا ستار لدعم الإرهابيين لأنه لا يوجد عائد مادي حقيقي من هذا النشاط حيث تزامن مع زيادة النشاط الإرهابي في منطقة غربي أفريقيا وكلنا يتذكر التفجيرات في مالي وبوركينا فاسو، ، و ما أشارت إليه المخابرات الفرنسية من ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في مالي.
لقد التقيت شخصيا قبل سنوات ولاكثر من مرة بالصحفي الفرنسي ريشار لابفيير وكان مما شاهدته له خلال مطلع العام
المداخلة التي قدمها أمام مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير الماضي والتي قال فيها إنه رأى بنفسه طائرة الهلال الأحمر القطري تقوم بتهريب الإرهابيين الذين قاتلوا الجيش الفرنسي من مالي إلى مكان آمن في ليبيا، وهو ما دعا عمدة مدينة «جاو» إلى اتهام قطر بدعم الإرهابيين في مالي عبر مطاري جاو وتمبكتو.
اما إذا تحدثنا عن الدور القطري خلال هذا العام في الصومال واريتريا فقد حصلت الحكومةُ الصومالية على 68 مركبة قتالية مدرعة من قطر في يناير من هذا العام لكن لم يتم استخدامها على ما يبدو.
ويبدو الدور القطري مثيرًا للاهتمام في الصومال بالنظر إلى السنوات الماضية...، ففي عام 2013، نفَّذَت حركة الشباب هجومًا انتحاريًا على موكب قطري في مقديشو أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص. ورغم أنه لم يُعلن أبدًا عمن كان يوجد في الموكب، فإنه يُعتقد أن رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، كان هدفًا للهجوم...يقول كثير من المحللين ان هذا الهجوم دفع القطريين لإعادة النظر في أهدافهم، ويبدو -في رأيهم -أن الدوحة قررت القيام بدور أكثر نشاطًا في القرن الأفريقي.. .حيث تزامن ذلك مع اكتشاف مخزونات كبيرة من مصادر الطاقة قبَالة سواحل الصومال.
بعد ذلك مولت قطر بشكل كامل تنظيم «الإصلاح - الدم الجديد» وهو الجناح العسكري لجماعة الإخوان في الصومال، كما أرسلت قطر ملايين الدولارات لقيادات حركة «الشباب المجاهدين» الإرهابية وزعيمها حسن أويس الذي عاش في قطر سنوات طويلة لكن ما نشرته قبل ايام مؤسسة «دعم الديمقراطية» أمريكية، بعنوان «قطر تمول الإرهاب» يوضح ضلوع قطر في كل العمليات الإرهابية الأخيرة في الصومال، حيث نقل عن وزارتي الخارجية والمالية الأمريكية أن قطر دعمت أكثر من 90% من الأنشطة الإرهابية في الصومال.
ومن ناحية أخرى وقبل أسابيع قليلة تفجرت
أزمة جديدة بين قطر وإريتريا بعد أن اتهمت الأخيرة الدوحة بالسعي لمخطط تخريبي داخل البلاد وشرقَي السودان من خلال تأجيج المواجهات العرقية في بورتسودان.
وحسب بيان لوزارة الإعلام الإريترية، فإن قطر “بعدما يَئِست من استخدام الأراضى السودانية كمرتع لانطلاق مخططها هذا العام، عمدت إلى وضع مخطط تخريبي يشتمل على 10 نقاط للتخريب وزرع الكراهية الدينية وزعزعة الأمن والاستقرار؛ من خلال اغتيال الشخصيات المهمة بتدريب عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية”
وحسب البيان نفسه، هناك عدة نقاط اشتملها المخطط أبرزها “إعادة توحيد قادة المعارضة السياسية الإريترية، وتنظيم عمل جمعياتهم وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال الجمعيات، وتحريض الشباب على الانخراط في أعمال تمرد ضد الحكومة، فضلًا عن إثارة المسلمين الإريتريين وتحريضهم ضد المواطنين من خلال غرس التطرف بين عناصر المعارضة”.
الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، حسب البيان؛ بل يصل إلى “زرع بذور الانقسام العرقي والكراهية بين الشعب الإريتري، والتحريض على الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومة، وتدريب لعناصر من “الإخوان“ في السودان حول كيفية زرع الألغام الأرضية والكمائن واغتيال مسؤولين حكوميين بارزين؛ والقيام بضرب اقتصاد البلاد من خلال التخريب، وإطلاق وتكثيف الدعاية العدائية وتشويه سمعة البلاد من خلال نشر مقاطع عن انتهاكات لحقوق الانسان”.
في خلاصة اقول انه في الوقت الذي تحظى فيه دولةُ الإمارات العربية المتحدة، والمملكةُ العربية السعودية، بإشادةِ “مجموعة الأزمات الدولية” لكونهما يلعبان دورًا مهمًا في إحلال السلام في القرن الأفريقي، فمن الواضح بعد الهجوم الذي وقع قبل أشهر في بوساسو أن قطر تلعب دورًا مزعزعًا للاستقرار، ولا تسعى إلا إلى تحقيق مصالحها الخاصة وقد ذكر تقريرُ مجموعة الأزمات الدولية أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في مايو 2019 في بوساسو، في الصومال موجهٌ من قطر.
وهذا الحادث يؤكد أن طموحات قطر في الصومال لا تتركز حول مخزونات الهيدروكربون فقط، بل ان هدفها السيطرة على كل منطقة القرن الافريقي بواسطة عمليات “التفجير والقتل”..هذا هو مافعلته هذه الدولة المجرمة في القارة الأفريقية خلال هذا العام لكن المتغيرات السياسية المقبلة ستسهم ولا شك في التراجع القطري بشكل اكبر داخل القارة الأفريقية