2020-01-12 

محللون: عمان ستحافظ على سياسة الحياد بعد وفاة السلطان قابوس

من باريس فدوى الشيباني

يعتقد المحللون أن سلطنة عمان ، التي تتمتع بموقع استراتيجي بين القوى المتنافسة السعودية والإيرانية ، ستحافظ على سياسة الحياد عن طريق تجنب التدخل في النزاعات الإقليمية، بعد وفاة السلطان قابوس.

 

قناة فرانس 24 أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن السلطان قابوس توفي  في وقت متأخر يوم الجمعة ، عن عمر يناهز 79 عامًا ، بعد أن حكم البلاد لمدة 50 عامًا تقريبًا ، ليعلن بعد بضع ساعات عن خليفته السلطان الجديد، وهو ابن عمه هيثم بن طارق ، وفقًا لوصية الراحل.

 

ويشير التقرير " قام السلطان قابوس بتحديث بلاده وصياغة موقف دبلوماسي محايد، منحها ثقة كل الأطرافىالمتصارعة والمتنازعة، لتكون عمان وسيطا في عدد من الأزمات الإقليمية والدولية من بينهى الاتفاق النووي الايراني."

 

وهكذا لعبت سلطنة عمان دورًا سريًا في الحوار بين طهران وواشنطن الذي أدى إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

و "للحفاظ على وضع بلده ، سيكون على السلطان الجديد معرفة كيفية التعامل في بيئة جيوسياسية معقدة ومواجهة التحديات الاقتصادية ، وفقا للخبراء.

وفي أول خطاب له يوم السبت ، تعهد السلطان الجديد "باتباع المسار الذي وضعه السلطان قابوس".

 

و وعد السلطان هيثم بن طارق باتباع "سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي بين الأمم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ، مع احترام سيادة الدول  ".

 

 

و يؤكد بدر السيف ، الأستاذ بجامعة الكويت والباحث المشارك في مركز كارنيجي للشرق الأوسط: "سوف تستمر سلطنة عمان بلا شك في اتباع نفس السياسة ، والتي استفادت منها كثيرًا".

 

وأضاف  "من خلال قبول اختيار قابوس لخليفته ، ستحافظ عمان على مبادئ السياسة الخارجية للسلطان الراحل".

 

 

ووفقا له ، فإن السرعة التي نظمت بها العائلة المالكة عملية نقل السلطة هي "رسالة إلى الشعب العماني وإلى بلدان المنطقة للقول بأن الوضع تحت السيطرة".

 

ويشير التقرير " بالإضافة إلى السياسة الخارجية ، سيكون على السلطان الجديد تطبيق "الرؤية 2040" ، وهو برنامج للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية يهدف إلى الحد من حالة العجز المتفاقمة والديون الخارجية والبطالة بين الشباب."

 

وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "أفضل ضمان لحياد عمان هو إعادة الهيكلة الاقتصادية الناجحة، لتجنب الاعتماد بشكل كبير على قوة أخرى". 

 


وفي سياق متصل أكدت سنام فيكيل الباحث في تشاتام هاوس " السلطان الجديد لديه مصلحة في تقديم نفسه كشخص سوف يديم إرث قائد مثل قابوس ، الذي كان يعتبر ناجحاً" في منح بلاده مكانة إقليمية مهمة..أعتقد أن رسالة الاستمرارية مهمة للغاية لأن عُمان تواجه نقاط ضعف اقتصاديا بالإضافة إلى تحديات كبيرة في المنطقة".

 


وقالت كريستيان أولريخسن من معهد بيكر بجامعة الشرق الأوسط  إن "سلطنة عمان ، ستضل وفية لسياسة الحياد في الخليج ، وستقاوم أي ضغط من الدول المجاورة لاختيار جانب".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه