2020-03-10 

صدام سعودي روسي حول أسعار النفط.. لكن المعركة الحقيقية مع الولايات المتحدة الأمريكية

من واشنطن خالد الطارف

يبدو أن الصدام بين روسيا والسعودية حول إستراتيجية أسعار النفط يضع البلدين في معركة شرسة من أجل حصتهما في السوق ، لكن المحللين يقولون أن هذا الوضع يجعل البلدين في حالة حرب مع صناعة النفط الأمريكية.

 

قناة CNBC أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه و عن قصد أو غير قصد، فإن حرب الأسعار المفتوحة قد أثرت على صناعة النفط الأمريكية بانخفاض هائل في أسعار النفط منذ يوم الجمعة.

 

ويقول المحللون إن هذا التراجع قد يضر بالاقتصاد الأمريكي ، ويؤدي إلى تدميى صناعة الطاقة الأمريكية ، ويطيح بالولايات المتحدة من موقعها كأكبر منتج للنفط في العالم.

 


يأتي ذلك بعد أن تصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وروسيا بعد رفص موسكو الموافقة على تعميق الخفض الحالي للإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل في اليوم استجابة للانخفاض الحاد في الطلب الذي تأثر بتفشي فيروس كورونا.


ويشير التقرير " يبدو أن الخلاف بين المملكة العربية السعودية وروسيا اتسع يوم الجمعة بعد أن أنهت أوبك وروسيا اجتماعهما بانهاء صفقة اوبك + التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات بشأن التعاون في الإنتاج بين أوبك والمنتجين من خارج أوبك. وردت المملكة العربية السعودية على الموقف الروسي علة الفور من خلال تقديم تخفيضات حادة في الأسعار وإعلان زيادة في الإنتاج ، وهي الإجراءات التي إلى انخفاض حاد في الأسعار، في الوقت الذي زعمت فيه روسيا أن صناعة النفط الروسية سوف تحافظ على حصتها في السوق ويمكنها أن تتغلب على تراجع الأسعار."

 


وفي هذا السياق تشير هيليما كروفت ، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في RBC "في حين تحتفظ قيادة أوبك بالأمل في أن يكون انهيار الأسعار عاملاً مساعداً لتحقيق المصالحة بين عمالقة انتاج النفط ، إلا أن الرئيس بوتين قد لا يستسلم بسرعة.. نخشى أن يكون هذا صراعًا طويلًا ، حيث يبدو أن الاستراتيجية الروسية لا تستهدف شركات الصخر النفطي في الولايات المتحدة فقط - ولكن سياسة العقوبات القسرية التي أتاحتها وفرة الطاقة الأمريكية."

 

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون متأثرًا بإيجور سيتشين ، رئيس شركة روسنفت أكبر شركة نفط في روسيا.و عارض سيتشين منذ فترة طويلة اتفاق أوبك+ وعلى عن غضبه من العقوبات الأمريكية على أعمال شركة روزنفت التي يديرها.

 


ويؤكد التقرير أن روسيا غاضبة أيضا من العقوبات الأمريكية التي عرقلت جهودها لإكمال خط أنابيب Nord Stream 2 ، الذي سينقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

 

وقال دانييل يرغين نائب رئيس IHS Markit "لا شك أن توقف بناء خط الأنابيب كان بمثابة إهانة كبيرة للروس حيق عارضت الولايات المتحدة مشروع خط الأنابيب لأنه سيزيد من هيمنة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية.

 

 

وأوضحت كروفت: "في الوقت الحالي ، يبدو أن سيتشين لا يسعى إلى التخلص من الحصة السوقية لمنتجي الصخر النفطي في الولايات المتحدة فحسب ، ولكن من سياسة العقوبات الأمريكية العدوانية التي أتاحتها وفرة الطاقة الأمريكية". 

 


وأضافت "لقد تفاخر مسؤولو إدارة ترامب مرارًا وتكرارًا بقدرة الولايات المتحدة على معاقبة خصومها في السياسة الخارجية من خلال التقليل الحاد من صادراتهم النفطية ، وقدرت البلاد على التعامل مع الأسعار بسبب وفرة إمدادات الطاقة المحلية".

 

وتلاحظ كروفت أن سيشين ، مثل بوتين ، يأتي من خلفية في أجهزة الاستخبارات الروسية وينظر إليه على أنه قومى قوي، مؤكدة " أن تقويض هيمنة الطاقة الأمريكية تتماشى مع مصالحه وأيديولوجيته".

 


وقالت وزارة الطاقة الأمريكية في وقت متأخر من يوم الاثنين أن الولايات المتحدة ستبقى المنتج الأول في العالم للطاقة بسبب السياسات الداعمة للنمو.

 


وأضافت "إن هذه المحاولات من قبل الجهات الفاعلة الحكومية للتلاعب وصدمة أسواق النفط تعزز أهمية دور الولايات المتحدة كمورد موثوق للطاقة للطاقة للشركاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم. للولايات المتحدة ، باعتبارها أكبر منتج للنفط والغاز في العالم ستصمد أمام هذا التقلب".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه