نشر موقع Eurasia Review تحليلاً يستكشف مصير موسم الحج للعام الجاري، وترجمته عنه الرياض بوست، وطرح تساؤلاً عما إذا كانت السعودية تدرس تعليق أداء الحج الذي ينتظره ملايين المسلمين سنويًا في مهد الإسلام، وبلد الحرمين؛ المملكة العربية السعودية هذا العام بسبب وباء فيروس كورونا المستجد؟
ولفت التقرير إلى أن هذا السؤال هو الأهم في أذهان ملايين المسلمين حول العالم حتى قبل أن تصدر أي تصريحات من مسؤول سعودي في هذا الصدد. ونقل التقرير تصريحات الدكتور محمد صالح بن طاهر، وزير الحج والعمرة، لقناة الإخبارية حيث ناشد المسلمين في جميع أنحاء العالم التريث قبل وضع خططهم للحج هذا العام حتى يتضح مسار الوباء.
وأشار التقرير إلى حزمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية للسيطرة على انتشار عدوى COVID-19 في مكة المكرمة والمدينة المنورة، في الشهر الماضي، علقت المملكة العمرة حتى إشعار آخر، وأوقفت جميع رحلات الركاب الدولية إلى أجل غير مسمى، وقيدت الوصول إلى عدة مدن.
وأشار التقرير أنه استنادًا للظروف الراهنة، يبدو أن قرار تعليق الحج أمر لا مفر منه وقد يلحق العام 2020 بأعوام أخرى في التاريخ لم يكن من الممكن أداء الحج خلالها بسبب اضطرابات عبر القرون وظروف خارجة عن سيطرة سلطات الحج. واستشهد التقرير بدراسة نشرتها مؤسسة الملك عبد العزيز للأبحاث والمحفوظات (دارة)، فكانت المرة الأولى التي علق فيها الحج في عام 930 م عندما هاجم القرامطة، وهم من الشيعة الإسماعيلية، الحجاج في اليوم الثامن من الحج، بعد ثورتهم ضد الخلافة العباسية.
وتقول دراسة دارة: "ذكر ابن كثير "البداية والنهايه" أن مرضا انتشر في مكة في العام 968 م وأودى بحياة العديد من الحجاج، وفي الوقت نفسه، ماتت الإبل المستخدمة في نقل الحجاج إلى مكة بسبب ندرة المياه". وفي عام 1030 لم يتمكن سوى عدد قليل من الحجاج العراقيين من الوصول إلى مكة لأداء فريضة الحج. بعد تسع سنوات، لم يتمكن العراقيون والمصريون ومسملو آسيا الوسطى من أداء فريضة الحج. وقال الدكتور عماد طاهر رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك عبد العزيز إن أبرز الأسباب كانت إما الاضطرابات السياسية أو التوترات الطائفية.
وبالمثل، لم يقم أحد بالحج في عام 1099 بسبب انعدام الأمن في جميع أنحاء العالم الإسلامي نتيجة للحروب. قبل حوالي خمس سنوات من استيلاء الصليبيين على القدس عام 1099، كان انعدام الوحدة بين الحكام المسلمين في المنطقة العربية يعني أنه لا يمكن للمسلمين أن يتمكنوا من الوصول إلى مكة لأداء فريضة الحج. وفي عام 1168، وبسبب سعي أسد الدين شيركوه لتوطيد حكم نور الدين زنكي وسلالته في مصر، بطبيعة الحال، لم يسمح للمصريين بأداء فريضة الحج.
تم تعطيل الحج مرة أخرى في القرن الثالث عشر، ووفقًا لتقرير دارة لم يتمكن أحد من خارج الحجاز أداء الحج بين عامي 1256 و1260.