2020-04-12 

ماذا تعلمت وزارة الدفاع الأمريكية - البنتاغون - من تجربتها عن كثب مع صواريخ "قيام" الإيرانية

من واشنطن، سليم سعادة

في أعقاب أول مرة تطلق فيها إيران صواريخ باليستية على خصم منذ انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988)، اهتمت الصحافة الأمريكية بتحليل القدرات التدميرية لصواريخ "قيام"، التي أفرد لها سيباستيان روبلين تقريرًا نشرته مجلة The National Interest، وترجمته عنها الرياض بوست.

 


أكد التقرير في تقييمه أن صواريخ قيام الباليستية الموجهة تصيب الهدف بدقة، ولا يتجاوز معدل الخطأ المحتمل 500 متر من الهدف - وهو تحسين على بعض الصواريخ الإيرانية السابقة.
في وقت سابق من العام الجاري، ولمدة ثلاثين دقيقة من الضرب المكثف في تمام الساعة 1:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، أضاءت سماء العراق بخطوط الأضواء النارية بعد إطلاق ستة عشر صاروخًا باليستيًا على الأقل من مواقع الإطلاق في إيران لاستهداف قاعدتين عسكريتين في العراق تتمركز بها قوات عراقية، وأمريكية وقوات دولية أخرى. 

 


كانت طهران قد توعدت برد انتقامي عنيف على قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.وتسارعت خمسة صواريخ باتجاه قاعدة في أربيل شمال العراق. ومع ذلك، بدا أن أربعة من تلك الصواريخ بها خلل تقني، فلم يسقط إلا واحد منها بالقرب من الهدف. سقط ما لا يقل عن 11 صاروخًا آخر بالقرب من قاعدة أنيس الأسد الجوية، غرب بغداد.

 


حاولت الأسلحة الأمريكية الروبوتية الموجهة بالرادار - على الرغم من أنها مصممة بالأساس لإسقاط صواريخ المدفعية البدائية وقذائف الهاون التي تسير بسرعات أبطأ بكثير - إسقاط الصواريخ الإيرانية المتجهة نحوها بأضعاف سرعة الصوت. ولم يكن لدى حوالي 1000 فرد من القوات الأمريكية بالموقع أي حماية ببطاريات صواريخ الدفاع الجوي باتريوت الاعتراضية للتصدي لتلك الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وفقا للجيش الأمريكي، لم يتم إسقاط أي من الصواريخ التي أطلقتها طهران.

 


في قاعدة الأسد؛ أصابت الصواريخ الإيرانية الهدف، وهدمت المباني، ولكن لحسن الحظ، ونظرًا لأن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية كانت واضحة للغاية على الرادار، فقد تم تحذير أفراد القاعدة في الوقت المناسب فلجأوا بسرعة إلى مخابئ تحت الأرض. وبالتالي، لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا من الهجومين، خلافا للدعاية الإيرانية التي زعمت أنها قتلت "80 إرهابيا أمريكيا".
زعمت إيران أنها أطلقت عشرة صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز فاتح في الهجوم، ويستخدم الصاروخ فاتح الوقود الصلب، مما يعني أنه من الممكن إطلاقه بسرعة كبيرة مع القليل من التحضير نسبيًا.
ومع ذلك، توصل خبراء مراقبة الأسلحة بسرعة إلى كذب التصريحات الإيرانية لدى اكتشاف نوع آخر من الصواريخ من حطام جسم الصاروخ: ما استرعى انتباه خبراء الدفاع للصاروخ  قيام طويل المدى الذي يستخدم الوقود السائل، والذي يمكن أن يصيب أهدافًا تصل إلى 500 ميل (أو 570 ميل، وفقًا لحساب آخر) . نظرًا لأن صواريخ الوقود السائل تستغرق ساعات حتى تشتعل غازاتها، فهي أكثر ملاءمة للمهام الهجومية المخطط لها مسبقًا من إطلاق النار ردًا على هجمات العدو.

 


وتابع التقرير: "غالبًا ما تنحدر الصواريخ البالستية من أسلاف وأجيال صاروخية متعددة الجنسيات. ولا يعد الصاروخ قيام استثناءًا من هذه القاعدة، فهو عبارة عن طراز متطور من صاروخ سكود-سي الباليستي الذي صدره الاتحاد السوفيتي لعدة دول. قامت كوريا الشمالية بعكس هندسة Scud-C إلى نموذج محلي يسمى Hwasong-6. ثم ساعدت بيونغ يانغ طهران في تطوير نسخة إيرانية محلية الصنع من الصاروخ Hwasong-6 أطلق عليها اسم شهاب -2".

 


كشف القاب عن صاروخ قيام-1 الذي يبلغ طوله 10.7 متر في عام 2010، وهو نسخة مطورة من شهاب 2، ولكن بإضافة زعانف توجيه كبيرة الحجم لقاعدته، وهيكل من الألمنيوم خفيف الوزن بدلاً من الفولاذ. وتؤدي إزالة الزعانف إلى تقليل الوزن - مما يؤدي إلى زيادة السرعة والنطاق.

 


وبما أن هذه الزعانف عادة ما تمنح الصواريخ استقرارًا في الانطلاق، يعتقد المحللون أن هذا يشير إلى أن إيران حسنت توجيهه لإبقاء الصاروخ على المسار دون زعانف، بالاعتماد على دوارات مراوح العادم المثبتة بقاعدة الصاروخ. يعتقد أن الصاروخ قيام مزود بهوائي لاسلكي يمكنه من تلقى تصحيحات المسار من نظام GPS مثبت على مركبة الإطلاق أثناء مرحلة الإطلاق.


من الواضح أن طهران أنتجت الصاروخ قيام بكميات كبيرة، واحتفت به وسائل الإعلام التابعة لطهران على نطاق واسع منذ دخوله الخدمة في مايو 2010، بدءًا من ظهوره أثناء عرض عسكري في شهر أكتوبر من ذلك العام.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه