أجرى بريان سوليفان أول مقابلة على شاشة CNBC مع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، ترجمت الرياض بوست طرفًا منه، ودارت مع المير محادثة طويلة حول تخفيضات إنتاج النفط العالمية التاريخية وما تعنيه لأسواق الطاقة التي تلقت ضربةً بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
بدأ سوليفان المقابلة بتوجيه الشكر لوزير الطاقة السعودي على المقابلة، مضيفًا: "بعد 4 أيام من المباحثات الماراثونية التي من المؤكد كانت شاقة وطويلة، ماذا يمكن أن يتوقع العالم من اتفاقية أوبك+، وما تعليقكم على خفض الانتاج بمقدار 9.7 مليون برميل في اليوم خلال الشهرين المقبلين؟
وعلق الأمير عبد العزيز على الرقم فأوضح أنه، في الواقع، أكبر مما ذكر مذيع CNBC بكثير، فهو وفقًا للسجلات يصل إلى 12.5 مليون برميل، وإن كان الرقم 9.7 يشير إلى شيء آخر بخلاف الإجمالي المؤكد، فهو رقم يخص مقدار الخفض بحلول 1 مايو المقبل، ومن أجل خفض الإنتاج حتى الآن، ساهمت الإمارات العربية المتحدة بما يصل إلى نصف مليون برميل في اليوم فيما تعهدت الكويت بخفض مماثل، أما السعودية فتعهدت بخفض إنتاجها بمقدار 1.3 مليون برميل في اليوم كنتيجة لإنتاجنا الغزير خلال الأيام الأولى من أبريل الجاري، "ليعود مستوى إنتاجنا مجددًا إلى مستوى 8.5 مليون برميل في اليوم".
وأوضح وزير الطاقة السعودي أن الرقم الإجمالي لخفض إنتاج النفط المتفق عليه يبلغ 12.5 مليون برميل في اليوم، وهذا سيتم تنفيذه تحت مظلة أوبك+. وتابع: "أعتقد أن هناك خفضًا إضافيًا أعلن عنه أثناء اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة العشرين الذي انعقد الجمعة حيث قدم أعضاء أوبك وحلفاؤنا تعهداتهم بخفض الإنتاج في إطار غجراءات السياسة المزمع تطبيقها خلال الشهرين المقبلين وسيعلن عن الرقم الإجمالي النهائي في وقت لاحق من يوم الأربعاء، ولكنني أعتقد كذلك أنه في غضون الشهرين المقبلين ستقبل العديد من الدواء على شراء ما إجماليه 200 مليون برميل وبذلك سيصل مخزون النفط إلى مستوى مليون برميل وهذا المخزون لن يوجه إلى الأغراض التجارية ومن المتوقع أن يساعد مخزون كهذا للغاية في تعويض كميات النفط الموجهة سواء لأغراض تجارية أو غير تجارية".
قال وزير الطاقة السعودي إن التخفيضات الفعلية لإمدادات النفط العالمية ستصل إلى حوالي 19.5 مليون برميل يوميا مع الأخذ في الاعتبار اتفاق الخفض الذي أبرمته أوبك+، وتعهدات دول أخرى في مجموعة العشرين ومشتريات النفط المخصصة للاحتياطيات.
وأوضح الأمير عبد العزيز أن دول مجموعة العشرين من خارج تحالف أوبك+ تعهدت بخفض إمدادات النفط بنحو 3.7 مليون برميل يوميا، بينما من المتوقع أن تبلغ مشتريات الخام المخصصة للاحتياطيات (الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية) 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين.
وأضاف الأمير عبد العزيز أن المملكة قد تقلص إنتاج النفط دون حصتها الحالية البالغة 8.5 مليون برميل يوميا إذا كانت هناك حاجة للسوق وإذا جرى تنفيذ التخفيضات بشكل جماعي مع البقية على أساس متناسب.
تغريدة ترامب
وسأل سوليفان عن دقة الرقم الذي ورد في تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح الاثنين، وما إذا كان شديد التفاؤل عندما توقع أن الاتفاقية في مجملها ستكون مسؤولة عن خفض بمقدار 20 مليون برميل في اليوم، وما إذا كان وزير الطاقة السعودي يعتقد أن تغريدة ترامب أثارت قليلا من البلبلة حول إجمالي خفض الإنتاج، وأضاف سوليفان: "هل الرقم الذي غرد به ترامب، أي 20 مليون برميل ممكن؟"علق الأمير عبد العزيز بن سلمان موضحًا أن جميع من حضروا اجتماع وزراء مجموعة العشرين، بما في ذلك وزير الطاقة في الدولة المضيفة، سمعوا، وسمع الأمير شخصيًا رقم 6.7 مليون برميل بدون النرويج التي قررت أن تعلن عن إجراءاتها بشكل منفصل بشأن خفض الإنتاج، وتابع: "كما تعلم، أمس الأحد، ساهمت الولايات المتحدة كذلك و"قطعت على نفسها عهدًا بخفض إضافي للإنتاج عن المكسيك، ولكن وفقًا لحساباتنا، حتى الآن، وبدون النرويج، وبدون أي خفض إضافي أو مستجدات أخرى قد تطرأ يوم الأربعاء فغن الإجمالي قد يصل إلى 19.5 ميلون برميل في اليوم اعتبارًا من الاثنين. وأضاف الوزير: "لن اندهش على الإطلاق إذا ارتفع الرقم بحلول الأربعاء فالرقم بالفعل مرشح للارتفاع كلما مضينا قدمًا، وأنت تعلم أن هذا الموقف بالإضافة إلى الإغلاق الإلزامي في بعض الدول، وانخفاض حركة التنقل واستهلاك المحروقات في بعض الدول فضلا عن تشبع خطوط الأنابيب ، فإنها جميعًا عوامل أصابت صناعة النفط بالشلل، لذا أعتقد أن الرقم الذي ذكره الرئيس ترامب في تغريدته واقعي وغير مبالغ فيه".
وأشاد الأمير عبد العزيز بن سلمان بما لمسه من تعاون ومسؤولية بين كافة أعضاء أوبك+ وبصفة خاصة حكومتي الإمارات العربية المتحدة والكويت وحرصهما على تميز علاقاتهما بالمملكة العربية السعودية.
وردًا على سؤال ما إذا كان وزير الطاقة السعودي يثق في قدرة أو مدى التزام منتجي النفط الأمريكيين بخفض الإنتاج إلى المستوى المطلوب، لفت الأمير عبد العزيز إلى أن كافة منتجي النفط يسعون إلى إعادة التوازن إلى مستويات الطلب، من أجل نمو "اقتصاداتنا جميعًا وهذا أفضل سيناريو لدينا". لذا فسواء كانت هذه المتطلبات تحتاج إلى عناية خاصة وامتثال جاد أو خلاف ذلك، ولما كان العالم اليوم يمر بظروف استثنائيةن فمن المرجح بذل جهود استثنائية كما هو الحال في أي ازمة أخرى، وأضاف أنه ينبغي الارتفاع إلى مستوى المسؤولية من أجل الضبط الكمي للإنتاج عند المستويات المطلوبة".