2020-04-26 

طموح 2030 بعد #كورونا

هَوازن عبدالله الزهراني

لا توجد دولة على وجه الأرض لم تتأثر بجائحة كورونا، اقتصادياً، اجتماعياً وحتى المنظمات الدولية ستتأثر وسيعاد هيكلة خارطتها على ضوء مخارج مابعد كورونا، الحياة الاقتصادية والإجتماعية في كل مكان دون استثناء تأثرت، بأشكال متفاوتة طبعاً.

وبما أن المملكة العربية السعودية جزءاً فاعلاً من هذه المنظومة الدولية، فإن لها النصيب الوافر من هذا التأثر، ليس فقط لفاعليتها وإنما لموقعها السياسي والجغرافي على الخارطة الدولية، وحتماً ستترك هذه الجائحة أثراً على الحركة الاقتصادية والتجارية في المملكة كغيرها من الدول، كما يقول خبراء الاقتصاد في هذا الجانب، والسؤال الأهم، هل ستؤثر هذه الجائحة على رؤية السعودية 2030 ؟.

رؤية السعودية 2030 حتماً مستمرة وبقوة بإذن الله، بل أني أجزم أنها قادرة على الصمود وتجاوز تبعات هذا الفيروس، الذي تسبب في خسائر اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية لعدد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية، بيد أن المملكة العربية السعودية تمكنت من احتواء هذه التداعيات قبل حدوثها، عبر حزمة من الإجراءات الوقائية التي أطلقتها القيادة السعودية منذ تفشي الوباء حول العالم وتحوله إلى جائحة.

وفي حين نرى العالم من حولنا يسعى جاهداً لمعالجة آثار جائحة كورونا، واصلت الحكومة السعودية الاضطلاع بدورها البارز والفاعل محلياً، عبر متابعة احتواء المرض داخلياً، وحماية المواطنين والمقيمين على حد سواء من انتشار هذا الفيروس وتمدده، وكذلك بالسعي المتواصل والمتابعة الدقيقة لأن تحقق رؤيتها 2030 أهدافها المنشودة والمأمولة على أرض الواقع، إضافة إلى دورها دولياً المتمثل في تقديم العون والمساعدات للدول والمنظمات، إلى جانب دورها البارز والفاعل في رئاسة قمة الـ 20.

المملكة العربية السعودية لم تكتفِ بحزم قيادتها وإرادة شعبها وقوة اقتصادها فقط، للعبور برؤيتها 2030 وتجاوز أزمة كورونا، وإنما أثبتت للعالم أجمع تكاتف جميع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة لخدمة جميع الفئات التي تعيش على أرضها، من مواطنين ومقيمين، بل وحتى أولئك المقيمين بشكل مخالف للنظام، وجميعنا نتذكر مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي‬⁩، والتي تهدف ‏للمساهمة في توفير الأجهزة اللازمة لمرضى ⁧‫فيروس كورونا‬⁩، والتغلب على مخاوف نقصها في العالم بسبب الأزمة، بعدما كانت الأخبار تتحدث عن نقص في أجهزة التنفس الصناعي بعدد من كبريات دول العالم.

لا شك أن هذه الأزمة تعد أكبر أزمة تاريخية معاصرة نشهدها في العصر الحديث، ولكننا في المملكة لدينا واقع قريب نسعى لتحقيقه، فرؤية المملكة 2030 هي رؤية الجميع وخاصة الجيل الجديد، لأنهم حملة الرسالة من بعدنا، ليورثوها للأجيال اللاحقة والمتعاقبة، ولذلك علينا أن نتفائل ونواصل تحقيق أملنا بنفس الحماسة التي نستمدها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أيده الله، حمى الله البلاد والعباد من هذه الجائحة، وأدام عز هذه الأرض الطيبة المباركة وحكامها الكرام وشعبها النبيل.

*

( كاتبة ومهتمة في قضايا العمل الإنساني )

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه