2020-05-10 

الصين تستغل أزمة كورونا لتقديم نفسها كبديل عن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

من باريس فدوى الشيباني

أكدت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير ترجمته الرياض بوست أن الصين إستغلت أزمة كورونا لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وتقديم نفسها كبديل لقوة أمريكية غير قادرة ، حتى لو رغبت ، على تحفيز تعبئة منسقة ضد الوباء.


ويشير التقرير أن الاستراتيجية الصينية في الشرق الأوسط تقوم على إقامة علاقات متنوعة مع كل دول المنطقة وإن بترتيب تفاضلي.

وتجلت علاقات الصين المتنامية مع دول المنطقة أكثر خلال تفشي وباء كورونا، حيث وجدت بكين تضامنا ودعما كبيرا من دول المنطقة عندما ضرب الوباء ووهان، قبل أن تغدق الصين على دول المنطقة بالمساعدات بعد انفراج الأزمة على أراضيها.

وأرسلت مصر مثلا مساعدات طبية إلى الصين التي ضربها الوباء، و تم رفع العلم الصيني على معالم رمزية في القاهرة ووادي النيل. كما أظهرت الصين نفسها كحليف قوي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مكافحة الوباء.

ولم تقم الصين بتقديم مساعدت طبية لدول المنطقة في مواجهة الوباء فقط ، بل دخلت في تعاون عملي مكثف مع دول المنطقة. وعلى سبيل المثال نقلت وزارة الدفاع الإسرائيلية الشهر الماضي ، إحدى عشرة طائرة خاصة محملة بمعدات طبية (حمولة من ثلاثة ملايين قناع ) من الصين. 

ويتابع التقرير " يرافق سياسة الدعم والتعاون التي تتبناها بكين في المنطقة، خطاب عدواني ضد الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي تتهمها بكين بالفشل في مواجهة الأزمة."


ويضيف التقرير " إن دبلوماسية "الذئب المقاتل" ، التي تتبناها الصين في جميع أنحاء العالم ، هي أكثر ضراوة بشكل خاص في الشرق الأوسط ، حيث أصبحت الولايات المتحدة هدفًا لحملة ممنهجة تقودها بكين".


و في سياق متصل قام شي جين بينغ بالاتصال بنظيره الإيراني ، حسن روحاني ، في 30 أبريل / نيسان ، ليؤكد له دعمه الكامل حتى "تحقيق النصر النهائي على الوباء". وأشاد الرئيس الإيراني بدوره "بنجاحات" بكين في مواجهة الفيروس . 

 

ويشير التقرير " لم تعد بكين خائفة من تحدي النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط حيث أصبح الاستياء من الولايات المتحدة عاما ، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية ."

 

 

و لا تجني بكين نقاطا إضافية من الانسحاب الأمريكي من المنطقة فقط بل أيضا من الفشل الروسي في سوريا حيث يؤكد التقرير " رغم أن روسيا جنت حتى الآن أكبر فائدة من فك ارتباط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، لكن صراع السلطة في دمشق وفشل موسكو في تحقيق الاستقرار في البلاد شوه صورة فلاديمير بوتين في المنطقة. كما أن الغياب الدولي لروسيا أثناء أزمة فيروس كورونا يسمح للصين بتعزيز سياستها ودورها في الشرق الأوسط."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه