الهند تستغل أزمة كورونا لتعزيز علاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط

أكد موقع The Diplomat في تقرير ترجمته الرياض بوست أن الهند تعمل على إستغلال أزمة وباء كورونا لتعزيز علاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط.

وأضاف التقرير " قررت الهند ، على الرغم من التحديات الداخلية الحالية المترتبة عن تفشي الوباء ، تقديم المساعدة لبلدان مثل الولايات المتحدة ، وعدد قليل من الدول الأوروبية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية ، وكذلك دول الشرق الأوسط من خلال توفير الأدوية وإرسال المهنيين الطبيين."

و في حين أن الحكومة الهندية الحالية تولي أهمية كبيرة لتعزيز سياسة "الجوار أولاً" (تركز بشكل رئيسي على جنوب آسيا) ، إلا أنها تعمل في الوقت نفسه على تعزيز التعاون الشامل مع "جيرانها وحلفائها الاقليميين" في الشرق الأوسط.

و في الآونة الأخيرة ، أصبح تعاون الهند مع دول هذه المنطقة أكثر شمولاً ، حيث تجاوز نطاق تجارة النفط والطاقة ليشمل العلاقات العسكرية والأمنية ، والتعاون البحري ، واحتياطيات النفط الاستراتيجية ، ومشاريع استكشاف الطاقة المشتركة ، والاستثمارات المتبادلة.

و على سبيل المثال ، بإجمالي تجارة ثنائية تبلغ 34.03 مليار دولار (2018-2019) و 60 مليار دولار (2018-2019) ، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما رابع وثالث أكبر شريك تجاري للهند ، على التوالي. 

وتتطلع دول الخليج هذه إلى زيادة حجم تجارتها واستثماراتها في الهند خلال العامين المقبلين وفق التقرير.

و إلى جانب هذا البعد ، وهو أمر مهم للنمو الاقتصادي في الهند ، لاحظ كلا الجانبين أيضًا الحاجة إلى تعزيز الارتباطات الثنائية في قطاعي الصحة والطب. 

و خلال السنوات القليلة الماضية ، وقعت الهند مذكرات تفاهم مع عمان (فبراير 2018 ، خلال زيارة مودي إلى مسقط) والمملكة العربية السعودية (أكتوبر 2019 ، خلال زيارة مودي للسعودية) والأردن (مارس 2018 ، خلال زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للهند). 

وقد شجعت هذه الاتفاقيات التعاون في مجموعة واسعة من المجالات ، بما في ذلك الصحة والعلوم الطبية والبحوث ، وكذلك إنشاء مجموعات عمل مشتركة لإجراء مناقشات سلسة ومنتظمة حول هذه القضايا.

وفي الأول من أبريل / نيسان ، أجرى مودي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح مكالمة هاتفية لمناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الدولية في علاقة بوباء كورونا .

وقد شدد الزعيمان على ضرورة الحفاظ على اتصالات منتظمة خلال الأزمة وكذلك تبادل المعلومات ذات الصلة حول الوباء ، واستكشاف التعاون المحتمل لمعالجة هذه الأزمة.

و وفي أعقاب ذلك ، أرسلت الهند 15 من أطبائها وأخصائيي الرعاية الصحية للمساعدة في جهود الحكومة الكويتية في مكافحة الوباء.

و كان القرار السريع الذي اتخذته الحكومة الهندية في الوقت المناسب بالنظر إلى العدد المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كورونا في الكويت ، بما في ذلك 785 هنديًا في هذه الدولة الخليجية وحدها (اعتبارًا من 16 أبريل). 

و من بين إجمالي 3336 هنديًا أثبتت نتائج الاختبارات اصابتهم بفيروس كورونا في 53 دولة ، يوجد 2061 منهم في الكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية.

و وسط هذا التطور ، تشكل إعادة الهنود المقيمين في الكويت بطريقة غير شرعية، إلى بلادهم تحديًا لكلا البلدين. وبالنظر إلى تفشي المرض ، بدأت الكويتية "معالجة الطلبات المقدمة من العمال الهنود بموجب خطة العفو التي أعلنتها حكومتها". 

وستسمح هذه المبادرة لمثل هؤلاء الأشخاص حتى 30 أبريل بمغادرة البلاد دون دفع أي غرامات.

و على صعيد مماثل ، ناقشت الهند التعاون في مجابهة كورونا مع الأردن ، وهو أحد أكبر شركائها في الشرق الأوسط. 

و بعد توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة والطب في مارس 2018 ، اتفقت الدولتان ، خلال مكالمة هاتفية في 17 أبريل بين مودي والملك عبد الله الثاني ، على "دعم جهود البلدين إلى أقصى حد ممكن ، من خلال تبادل المعلومات وأفضل الممارسات وتيسير الإمدادات اللازمة ".

يشار إلى أن الأردن زودت الهند بدواء هيدروكسي كلوروكوين المعتمد في عدة دول لعلاج الإصابة بكورونا.

كما تجري الإمارات العربية المتحدة ، وهي شريك استراتيجي آخر ، مشاورات وثيقة مع الهند بشأن كورونا، لكن هناك احتمال كبير لأن تتوتّر العلاقات الهندية الإماراتية بشأن مسألة عودة العمال الوافدين الهند.

تجدر الإشارة إلى أن المدير العام لهيئة الطيران المدني في الهند أكد أن بلاده تدرس تسيير "رحلات اجلاء " لإعادة الهنود الذين تقطعت بهم السبل في الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى قبل 3 مايو.

كما أجرى مودي مكالمة هاتفية مع حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البحرين ، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون المشترك لمجابهة الوباء.